هذا اليوم هو يوم القيامة، وهو اليوم الّذي يجمع الله فيه الخلائق للحساب والجزاء، فلا تستغرب أنّ كلّ نفس ستجد ما عملت من خير محضراً، فلقد وصلت التّقنيّة العلميّة بين النّاس إلى أنّهم يصوّرون كلّ الأحداث، فهناك آلات تصوير للرّقابة تعرض شريطاً كاملاً عن الأحداث الّتي جرت على مدى 24 ساعة، صحيح أنّه في ذلك الوقت عند نزول القرآن الكريم لم يكن يتصوّر الإنسان هذا الأمر، لكن هناك ألطاف إلهيّة حتّى في التّنزيل، فكلمات القرآن الكريم تستوعب كلّ الأجيال وكلّ العطاءات والحضارات والعلم حتّى يرث الله الأرض ومن عليها، فهذه الكلمات وقت النّزول مفهومة، وبعد مرور ألف عام، وعشرة آلاف عام مع تطوّر العلم تجد بياناً في هذه الكلمات لم يُلحظ في الوقت السّابق؛ لأنّ العلم لم يكن قد تطوّر، أمّا الآن عندما أقول: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا) ، فإذا استطاعت الكاميرات عرض شريط حياة الإنسان أربعاً وعشرين ساعة في هذا المبنى، فليس هناك مشكلة ولا صعوبة بأنّ يرينا الله يوم القيامة شريط الحياة الّتي عشناها في هذه الدّنيا.
يَوْمَ: مفعول فيه ظرف زمان معلق بفعل محذوف تقديره اذكر
تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ: تجد فعل مضارع وكل فاعل واسم الموصول ما مفعول به ونفس مضاف إليه.
عملت: ماض فاعله مستتر وجملة عملت صلة الموصول لا محل لها
مِنْ خَيْرٍ: متعلقان بمحذوف حالمُحْضَراً: حال
وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ: عطف على «ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ» وجملة عملت صلة الموصول
تَوَدُّ: فعل مضارع والفاعل هي والجملة في محل نصب حال
لَوْ: شرطية غير جازمة
أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً: أن وأمدا اسمها وبينها ظرف متعلق بمحذوف خبر وبينه عطف على بينها. وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف تقديره موجود. وجواب لو محذوف تقديره: لسعدت بذلك.
بَعِيداً: صفة.
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: تقدم إعرابها
وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ: لفظ الجلالة مبتدأ ورؤوف خبره والجار والمجرور متعلقان بالخبر رؤوف، والجملة استئنافية.
مُحْضَراً: حاضرًا لديها.
أَمَداً بَعِيداً: الأمد: المدة التي لها حدّ محدود، والمراد: غاية في نهاية البعد، فلا يصل إليها.
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ: كرر للتأكيد.