الآية رقم (171) - يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ

هم يستبشرون بنعمة من الله، وليست فقط النّعمة، وإنّما ما هو أكثر من النّعمة وهو الفضل، ﴿وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [النّحل]،  إنّ اسم المعنى (النّعمة) لا يعدّ، لكنّ نعمة الله تشمل آلاف النّعم وهي مكتنزة في نعمة واحدة، فانظر إلى نعمة الماء مثلاً كم يوجد فيها من نِعَم، تزرع بها وتروي الظّمأ وتأكل بالاستعانة بها؛ لأنّ الطّعام يوضع له الماء وتحيي الأرض بعد موتها كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ [الأنبياء: من الآية 30]، فعندما يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍفالنّعمة الواحدة من الله تشمل آلاف النّعم ضمناً؛ ولأنّ الأمر يتعلّق بالشّهداء فالله لم يكتف بأن يُنعِم عليهم، بل هناك زيادة على النّعم وهي الفضل الّذي يعطيه الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ [يونس]

﴿وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ: عند الله لا يضيع أجر، والأجر يكون على العمل، فعندما يعمل العامل عملاً فإنّه يستحقّ عليه أجراً، فكيف إذا كان هذا العمل أن يضحّي بنفسه؟!

يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ: فعل مضارع والواو فاعل بنعمة متعلقان بالفعل قبلهما

مِنَ اللَّهِ: لفظ الجلالة وحرف الجر متعلقان بمحذوف صفة نعمة

وَفَضْلٍ: عطف على نعمة والجملة مستأنفة وقيل بدل

وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ: أن ولفظ الجلالة اسمها والجملة خبرها وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر معطوف على نعمة.

بِنِعْمَةٍ: ثواب.

وَفَضْلٍ: زيادة عليه.

وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ: بل يأجرهم.