﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ﴾: هناك خمس عشرة آية وردت فيها أسئلةٌ للنّبيّ : جاءت كلّها بصيغة المضارع؛ أي أنّ السّؤال يحدث الآن: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَج﴾ ]البقرة: من الآية 189[، ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ﴾ ]البقرة: من الآية 215[، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِير﴾ ]البقرة: من الآية 217[، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ﴾ ]البقرة: من الآية 219[، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَىٰ ۖ قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ﴾]البقرة: من الآية 220[، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى﴾]البقرة: من الآية 222[، ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ﴾]المائدة: من الآية 4[، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي﴾]الأعراف: من الآية 187[، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ۖ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾]الأنفال: من الآية 1[، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّ﴾ ]الإسراء: من الآية 85[، ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ ]الكهف[، كلّها جاء بعدها: ﴿قُلْ﴾، لكن في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ﴾ يوجد فيها (فاء)؛ أي أنّهم لم يسألوا بعد وإنّما سيسألون عن الجبال، أمّا بقيّة الأسئلة فقد سألوا، فجاء بعدها: ﴿قُلْ﴾ يا محمّد، باستثناء سؤالٍ واحدٍ وهو قوله سبحانه وتعالى : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ ]البقرة: من الآية 186[، لم يأتِ بصيغة المضارع ولم يأتِ معه (قل) فحذف الله سبحانه وتعالى كلمة (قل)؛ لأنّه بوجودها يصبح هناك حاجزٌ، بل قال مباشرةً: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ حتّى نشعر بقرب المسافات بيننا وبين ربّ الأرض والسّماوات جلّ وعلا.
﴿يَسْأَلُونَكَ﴾: هنا يسألونك كبقيّة الأسئلة، فمن الّذي سأل؟ اليهود سألوا عن ثلاث قضايا؛ سألوا عن ذي القرنين وعن السّاعة وعن المدّة الّتي مكث فيها فتية الكهف.
﴿عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾: مرساها؛ أي ترسو، متى إثباتها ووقوعها؟
﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي﴾: والإجابة لليهود وللعالم أجمع بأنّ السّاعة والوقت الّذي ستنتهي فيه حياة الكائنات كلّها علمها عند ربّي.
﴿لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ﴾: أي لا يظهرها لوقتها إلّا الله سبحانه وتعالى.
﴿ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: ثقلت؛ أي واقعها فوق احتمال السّماوات وأهل السّماوات وهم الملائكة، ولا يعرفون شيئاً عنها، وكذلك أهل الأرض.
﴿لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾: لن تأتي السّاعة إلّا بشكلٍ مُفاجئ.
﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى﴾: حفيٌّ؛ أي دائم السّؤال عنها.