هذه الحقائق الّتي جاءت في القرآن الكريم منذ ألفٍ وأربعمئة عامٍ ونيّف أثبتها العلم الحديث، وهو أنّ خلق الإنسان يأتي من ماءٍ دافقٍ يخرج من بين الصّلب والتّرائب.
﴿الصُّلْبِ﴾: أي عظام ظهر الرّجل.
﴿وَالتَّرَائِبِ﴾: عظام صدر المرأة، وموضع القلادة منها.
لكنّ الخالق سبحانه وتعالى إذا أراد أن يخلق بلا أسبابٍ وبلا ماءٍ دافقٍ ولا صُلبٍ ولا ترائبٍ لَفَعَل، بدليل أنّه خلق الأب الأصيل آدم عليه السَّلام من عدمٍ من غير أبٍ ولا أمٍّ، ومنه خلق جميع صور الخلق المحتملة، وخلق جمهرة النّاس من أبٍ وأمٍّ، وخلق سيّدنا عيسى عليه السَّلام من أمٍّ بلا أبٍ، وخلق حوّاء من أبٍ بلا أمٍّ، وبعد ذلك قد يوجد الأب والأمّ ولا يأتي منهما نسلٌ، إذاً المسألة ليست قائمةً على الأسباب، إنّما هي قدرة المسبِّب جلّ وعلا، قال تبارك وتعالى: ﴿لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا﴾ [الشّورى].