هنا يذكر القرآن السّجال الّذي حدث مع اليهود (أهل الكتاب) في المدينة المنوّرة، ويكشف عن بداية تآمرهم على المسلمين بعد الهجرة، فقد كان اليهود يحاولون بشتّى الوسائل، إمّا عن طريق النّقاش أو تقديم الأدلّة المزعومة من توراتهم المحرّفة أن يشكّكوا بكلّ ما جاء به النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
فقد حذّر سبحانه وتعالى عباده المؤمنين من أن يطيعوا طائفة من الّذين أوتوا الكتاب، الّذين يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله من فضله، وما أكرمهم به من إرسال رسوله كما قال سبحانه وتعالى في سورة (البقرة): ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ [البقرة: من الآية 109].