الآية رقم (267) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ

وهنا شرط آخر لصحّة الإنفاق: (أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ): فلا تسرق وتنفق، كما قال الشّاعر:

كساعيةٍ للخير من كَسب فرجها    لها الوَيلُ لا تزني ولا تتصدق([1])

إذاً الإنفاق حتّى يقبله الله يجب أن يكون في طريق شرعه الله.

سبب النّزول:

عن سهل بن حنيف قال: كان النّاس يتيمّمون -أي يقصدون- شرّ ثمارهم يخرجونها من الصّدقة، فنزلت: (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ). والعبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب، عندما تريد أن تنفق أنفق ممّا تحبّ، قال سبحانه وتعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: من الآية 92]، ممّا تحبّون، وليس الرّديء أو الفاسد، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).

 


([1]) معجم البلدان: باب الهمزة والرّاء وما يليهما، ج1، ص87.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا: تقدم إعرابها

مِنْ طَيِّباتِ: متعلقان بأنفقوا

ما كَسَبْتُمْ: ما اسم موصول في محل جر بالإضافة

كَسَبْتُمْ: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول

وَمِمَّا: عطف على طيبات

أَخْرَجْنا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول

لَكُمْ: متعلقان بأخرجنا

مِنَ الْأَرْضِ: متعلقان بأخرجنا

وَلا تَيَمَّمُوا: الواو عاطفة

لا: ناهية جازمة

تَيَمَّمُوا: مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل

الْخَبِيثَ: مفعول به

مِنْهُ: متعلقان بمحذوف حال من الخبيث أو بتنفقون بعدها

تُنْفِقُونَ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به محذوف أي تنفقونه والجملة في محل نصب حال

وَلَسْتُمْ: الواو حالية ليس واسمها

بِآخِذِيهِ: خبر ليس والباء حرف جر زائد والجملة في محل نصب حال

إِلَّا: أداة حصر

أَنْ تُغْمِضُوا: المصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والتقدير إلا بالإغماض فيه والجار والمجرور متعلقان بآخذيه

وَاعْلَمُوا: الواو استئنافية اعلموا فعل أمر وفاعله

أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ: أن ولفظ الجلالة اسمها وغني حميد خبراها وأن ومعمولها سدت مسد مفعولي اعلموا.

أَنْفِقُو:ا زكوا

مِنْ طَيِّباتِ: جياد وحسان، مفرده طيب أي جيد مستطاب، وضده الخبيث المستكره

ما كَسَبْتُمْ: من المال

وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ: أي ومن طيبات ما أنبتنا من الحبوب والثمار

وَلا تَيَمَّمُوا: تقصدوا

الْخَبِيثَ: الرديء وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ أي الخبيث لو أعطيتموه في حقوقكم

إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ: بالتساهل وغض البصر، فكيف تؤدون منه حق الله؟!

غَنِيٌّ: عن نفقاتكم حَمِيدٌ مستحق للحمد على نعمه الكثيرة.