وهنا شرط آخر لصحّة الإنفاق: (أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ): فلا تسرق وتنفق، كما قال الشّاعر:
كساعيةٍ للخير من كَسب فرجها لها الوَيلُ لا تزني ولا تتصدق([1])
إذاً الإنفاق حتّى يقبله الله يجب أن يكون في طريق شرعه الله.
سبب النّزول:
عن سهل بن حنيف قال: كان النّاس يتيمّمون -أي يقصدون- شرّ ثمارهم يخرجونها من الصّدقة، فنزلت: (وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ). والعبرة بعموم اللّفظ لا بخصوص السّبب، عندما تريد أن تنفق أنفق ممّا تحبّ، قال سبحانه وتعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) [آل عمران: من الآية 92]، ممّا تحبّون، وليس الرّديء أو الفاسد، (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ).