الآية رقم (94) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ

دائماً بعد الخطاب للّذين آمنوا تأتي وظيفةٌ أو تكليفٌ إيمانيٌّ، ويخاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين بصفة الإيمان، وهي عقدٌ يتجدّد عند كلّ وظيفةٍ إيمانيّةٍ يأمر بها المولى سبحانه وتعالى أو ينهى عنها، وهنا يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ﴾ أي ليختبرنّكم ويمتحننّكم، هذا هو الابتلاء.

﴿بِشَيْءٍ﴾: بسيط، ﴿مِّنَ الصَّيْدِ﴾.

﴿تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ﴾: كان هذا الأمر عند عمرة الحديبية، وتحتاج العمرة للإحرام، والإحرام له ميقاتٌ يتعلّق بالمكان، وهناك زمانٌ يتعلّق بالإحرام، فعندما كان المؤمنون خلف رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ليؤدّوا العمرة أراد الله سبحانه وتعالى عند الحديبية أن يختبرهم بشيءٍ من الصّيد، والصّيد محرّمٌ أثناء الإحرام.

«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق اعرابها «لَيَبْلُوَنَّكُمُ» اللام واقعة في جواب القسم المحذوف. يبلون فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل. «بِشَيْءٍ» متعلقان بالفعل قبلهما. «مِنَ الصَّيْدِ» متعلقان بمحذوف صفة شيء. وجملة «لَيَبْلُوَنَّكُمُ» لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. «تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ» فعل مضارع والهاء مفعوله وأيديكم فاعله مرفوع بالضمة المقدرة على الياء. والكاف في محل جر بالإضافة. «وَرِماحُكُمْ» معطوف. «لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ» يعلم مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل.

الله لفظ الجلالة فاعله واسم الموصول من مفعوله والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها في محل جر باللام. «يَخافُهُ» فعل مضارع والهاء مفعوله. «بِالْغَيْبِ» متعلقان بمحذوف حال أي يخافه حالة كونه غائبا والجملة صلة الموصول لا محل لها من الإعراب. «فَمَنِ اعْتَدى» الفاء استئنافية. من اسم شرط مبتدأ. اعتدى فعل ماض متعلق به الظرف بعده. «ذلِكَ» اسم إشارة في محل جر بالإضافة. «فَلَهُ» الفاء رابطة لجواب الشرط. له متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ عذاب. «أَلِيمٌ» صفة والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط. وجملة اعتدى خبر المبتدأ وجملة فمن اعتدى، استئنافية لا محل لها.

لَيَبْلُوَنَّكُمُ: ليختبرنكم، والابتلاء: الاختبار.

تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ: أي يكون في متناول اليد، وهو صغار الصيد.

وَرِماحُكُمْ: أي تصطاده الرماح وهو كبار الصيد، وكان ذلك بالحديبية وهم محرمون، فكانت الوحش والطير تغشاهم في رحالهم، والمراد به كثرة الصيد وسهولة أخذه.

لِيَعْلَمَ اللَّهُ: يظهر علمه.