﴿اتَّقُوا اللَّهَ﴾: وتقوى الله سبحانه وتعالى هي الالتحام بمنهجه عزَّ وجل، والخوف منه جلّ وعلا، وهي كلّ جوامع الخير الّتي أمر بها الله جل جلاله، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحجّ]، فدعوة الإسلام هي دعوة خيرٍ وعطاءٍ.
﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾: الوسيلة هي الطّاعة والالتزام بالمنهج، ويقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، ثمّ صلّوا عليّ فإنّه من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشراً، ثمّ سلوا الله لي الوسيلة فإنّها منزلةٌ في الجنّة لا تنبغي إلّا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلّت له الشّفاعة»([1])، وهنا يتبيّن أنّ الوسيلة تأتي أيضاً بمعنى المنزلة الرّفيعة في الجنّة وهي خاصّةٌ برسول الله عليه الصّلاة والسّلام، فلذلك عندما نسمع المؤذّن نصلّي على سيّدنا رسول الله : ونسأل الله عزَّ وجل له الوسيلة: «اللّهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامّة والصّلاة القائمة آت محمّداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الّذي وعدته»([2]).