﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾: لا شكّ أنّ الله سبحانه وتعالى عندما يخاطب المؤمنين فإنّه يخاطبهم بتكاليف إيمانيّة؛ لأنّ العقد بين المؤمن وبين الرّبّ هو عقد الإيمان، أنّي آمنت بالله خالقاً وآمنت به موجِداً وآمنت به محيياً ومميتاً؛ لذلك عليّ أن ألتزم بموجب هذا العقد والميثاق.
﴿اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾: هنا يتحدّث المولى سبحانه وتعالى عن النِّعم، وكنا قد تحدّثنا عن الانتقال ما بين النّعمة والمنعِم، وعلى الإنسان أن يكون دائماً في ذكر المنعِم سبحانه وتعالى، وأن يكون سبحانه وتعالى حاضراً في ذهنه، وكما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك»([1])، هنا الآية تتعلّق بنعمة بيّنها المولى عزَّ وجل:
﴿إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ﴾: المراد هنا بسط اليد بالإيذاء لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وذلك عندما أراد يهود بني النّضير أن يلقوا حجراً كبيراً على النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأخبره سيّدنا جبريل عليه السَّلام بذلك ونبّهه من هذا الاعتداء الآثم لليهود.