الآية رقم (94) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا

﴿إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ﴾: إن كان في تجارةٍ أو عملٍ أو جهادٍ.

﴿فَتَبَيَّنُواْ﴾: وفي قراءة أخرى (فتثبّتوا).

﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾: لا يجوز لك أن تقول عن أيّ إنسانٍ: إنّه ليس مؤمناً إذا ألقى إليك السّلام، هل هناك تشريعٌ في الأمم المتّحدة، أو حقوق الإنسان، أو في كلّ الدّول الّتي تدّعي محبّة السّلام، ما يحضّ على السّلام أكثر وأعظم من هذه الآية؟!

﴿تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾: من أجل مغانم.

وهذه الآية من أعظم الآيات الّتي نتشبّث بها لنثبت لكلّ العالم بأنّنا ندعو إلى السّلام، وأنّ الإسلام لا يمكن أن يكون إلّا مصدر ومنبع خيرٍ للبشريّة، ولكلّ الموجودات في الحياة من إنسانٍ ونباتٍ وحيوانٍ وجمادٍ.

﴿كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ﴾: وردت كلمة (تبيّنوا) في هذه الآية مرّتين حتّى يمتنع من التّسرّع في الحكم.

﴿إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾: وكثرة العلم تؤدّي إلى الخبرة، والله سبحانه وتعالى عليمٌ وخبيرٌ يعلم القصد والنّيّة، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنّما الأعمال بالنّيات، وإنّما لكلّ امرىء ما نوى»([1]).

 


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله :، الحديث رقم (1).

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: سبق إعرابها

إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ: فعل ماض والتاء فاعله وتعلق به الجار والمجرور والجملة في محل جر بالإضافة لأنها وليت الظرف إذا

فَتَبَيَّنُوا: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها

وَلا تَقُولُوا: مضارع مجزوم بلا الناهية والواو فاعله والجملة معطوفة

لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ: فعل ماض فاعله هو تعلق به الجار والمجرور بعده والسلام مفعوله والجملة صلة من، ولمن متعلقان بتقولوا.

لَسْتَ مُؤْمِناً: ليس واسمها وخبرها والجملة مقول القول

تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا: فعل مضارع وفاعله ومفعوله والدنيا صفة الحياة والجملة في محل نصب حال

فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ: الظرف متعلق بمحذوف خبر المبتدأ المؤخر مغانم والفاء تعليلية

كَثِيرَةٌ: صفة

كَذلِكَ كُنْتُمْ: الكاف اسم بمعنى مثل في محل نصب خبر كنتم واسم الإشارة في محل جر بالإضافة أو كذلك جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر كنتم والتاء اسمها.

مِنْ قَبْلُ: ظرف زمان مبني على الضم لأنه قطع عن الإضافة في محل جر بمن متعلقان بمحذوف حال والجملة مستأنفة

فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل والجملة معطوفة

فَتَبَيَّنُوا: الفاء هي الفصيحة والجملة لا محل لها جواب شرط مقدر: إذا أدركتم ذلك فتبينوا

إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً: تقدم إعراب ما يشبهها.

ضَرَبْتُمْ في الأرض: سافرتم للتجارة، وفي سبيل الله: سافرتم للجهاد فِي سَبِيلِ اللَّهِ أي لجهاد الأعداء.

فَتَبَيَّنُوا: وفي قراءة: فتثبّتوا، والمراد تحققوا من الأمر ولا تتسرعوا في الحكم.

السَّلامَ: أي التّحية، أو الاستسلام والانقياد بقوله كلمة الشهادة التي هي أمارة على الإسلام.

عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا: أي متاعها الفاني من الغنيمة.

مَغانِمُ كَثِيرَةٌ: أي أرزاق ونعم كثيرة تغنيكم عن قتل شخص لماله.

كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ: تعصم دماؤكم وأموالكم بمجرد النطق بالشهادة.

فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ: بالاشتهار بالإيمان والاستقامة.

فَتَبَيَّنُوا: أن تقتلوا مؤمنًا، وافعلوا بالداخل في الإسلام كما فعل بكم.

إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً: فيجازيكم به