الآيات السّابقة تكلّمت عن النّفس البشريّة، وحقوق المرأة، والميراث، وعن الأيتام وحقوقهم، والضّعف الّذي يعتري الإنسان، والتّخفيف الّذي جاء من الله سبحانه وتعالى مناسباً له، ثمّ يأتي الكلام عن الأموال والدّماء.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾: دائماً يأتي بعدها تكليف، فهي ليست إخبار وإنّما تكليف، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾ [البقرة: من الآية 183]، ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ﴾ [البقرة: من الآية 216]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ﴾ [الحجرات: من الآية 11]، فدائماً بعد ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ﴾ انتظر تكليفاً، لمن هذا التّكليف الإيمانيّ؟ لمن آمن بالله سبحانه وتعالى بأنّه حكيمٌ وعليمٌ؛ خالقٌ؛ قادرٌ؛ خلق الإنسانَ، ويعلم ما يناسبه في هذه الحياة، وفي الحياة الآخرة الدّائمة، وبعد كلّ ما ورد عن النّفس البشريّة وعن الميراث والأعراض والنّساء يبيّن المولى عزَّ وجل أمراً مهمّاً وهو من مقاصد الشّريعة الإسلاميّة؛ ألا وهو حفظ الأموال والدّماء.