الآية رقم (64) - يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ): الله سبحانه وتعالى يخاطب الأنبياء جميعاً بأسمائهم (يَا آدَمُ اسْكُنْ) [البقرة: من الآية 35]،(يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ) [هود: من الآية 76]،(يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ) [هود: من الآية 46]،(َيا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي) [الأعراف: من الآية 144]، (يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ) [المائدة: من الآية 110]، الأنبياء كلّهم بالاسم إلّا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول له: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) [المائدة: من الآية 67]، ويقول: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)  [الأحزاب]، أو يقول كما في هذه الآية: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ)، فالخطاب فيه مكانةٌ للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فهو الرّسول الخاتم إلى البشريّة جمعاء، ولذلك كرّمه الله سبحانه وتعالى بهذا الخطاب.

وعندما يقول: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ) فهو فيما يتعلّق بالرّسالة والتّنزيل، عندما يقول: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) فهو فيما يتعلّق بالسّلوكيّات.

(حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ): أي: الله سبحانه وتعالى هو حسبك وحسب من اتّبعك من المؤمنين، هذا تفسيرٌ، وهناك تفسيرٌ آخر أنّ الله سبحانه وتعالى لا يحتاج للأسباب حتّى يأتيك بالنّصر، ولكن عليك الأخذ بالأسباب والّتي تتمثّل هنا بقوّة المؤمنين الموجودين معك، فهذه تصحّ وهذه تصحّ والله أعلم.

يا أَيُّهَا: منادى نكرة مقصودة مبنية على الضم في محل نصب على النداء والهاء حرف تنبيه لا محل له.

النَّبِيُّ: بدل مرفوع.

حَسْبُكَ: مبتدأ والكاف في محل جر بالإضافة.

اللَّهُ: لفظ الجلالة خبر والجملة الاسمية ابتدائية لا محل لها.

وَمَنِ: الواو عاطفة ومن خبر لمبتدأ محذوف تقديره وحسب من اتبعك.. والجملة الاسمية معطوفة. وهذا أولى من عطفه على الله من حيث المعنى.

اتَّبَعَكَ: فعل ماض والكاف مفعوله والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ: متعلقان بمحذوف حال والجملة الفعلية صلة الموصول.

حرض تعالى نبيه  صلوات الله وسلامه عليه  والمؤمنين على القتال ومناجزة الأعداء ومبارزة الأقران، ويخبرهم أنه حسبهم

أي: كافيهم وناصرهم ومؤيدهم على عدوهم، وإن كثرت أعدادهم وترادفت أمدادهم، ولو قل عدد المؤمنين .