﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ﴾: المطالبة بأن نتّقي الله سبحانه وتعالى الّذي يعطي الدّلائل والإثباتات على أنّه هو الخالق: ﴿الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ وهي نفس آدم عليه السلام، والخلق: هو إيجاد من عدم، وإمداد من عدم، الله خلق وأمدّ النّاس بالماء والهواء والزّرع وكلّ ما نراه.
قال هنا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ﴾: ولم يقل: (يا أيّها النّاس اتّقوا الله)؛ لأنّه عندما يتحدّث عن الألوهيّة يتحدّث عن الطّاعة، أمّا عندما يتحدّث عن الرّبوبيّة فإنّه يتحدّث عن العطاء، فالله قبل كلّ شيء هو الّذي خلقنا من نفس واحدة، فإذاً أيّ مساواة وأيّ حقوق إنسان يمكن أن تعدل هذه الآية في القرآن الكريم، الّذي خلقنا سواسية كأسنان المشط، فلا كبير ولا صغير، ولا أمير ولا مأمور، ولا أبيض ولا أسود ولا أحمر، ولا غنيّ ولا فقير، ولا ضعيف ولا قويّ.. النّاس جميعاً خُلقوا من نفس واحدة