الآية رقم (1) - يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ﴾: المطالبة بأن نتّقي الله سبحانه وتعالى الّذي يعطي الدّلائل والإثباتات على أنّه هو الخالق: ﴿الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ وهي نفس آدم عليه السلام، والخلق: هو إيجاد من عدم، وإمداد من عدم، الله خلق وأمدّ النّاس بالماء والهواء والزّرع وكلّ ما نراه.

قال هنا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ﴾: ولم يقل: (يا أيّها النّاس اتّقوا الله)؛ لأنّه عندما يتحدّث عن الألوهيّة يتحدّث عن الطّاعة، أمّا عندما يتحدّث عن الرّبوبيّة فإنّه يتحدّث عن العطاء، فالله قبل كلّ شيء هو الّذي خلقنا من نفس واحدة، فإذاً أيّ مساواة وأيّ حقوق إنسان يمكن أن تعدل هذه الآية في القرآن الكريم، الّذي خلقنا سواسية كأسنان المشط، فلا كبير ولا صغير، ولا أمير ولا مأمور، ولا أبيض ولا أسود ولا أحمر، ولا غنيّ ولا فقير، ولا ضعيف ولا قويّ.. النّاس جميعاً خُلقوا من نفس واحدة

يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ: يا أداة النداء أي منادى مبني على الضم في محل نصب والها للتنبيه الناس بدل وجملة اتقوا ربكم ابتدائية لا محل لها

الَّذِي: اسم موصول صفة ربكم وجملة «خَلَقَكُمْ» صلته

مِنْ نَفْسٍ: متعلقان بخلقكم

واحِدَةٍ: صفة

وَخَلَقَ مِنْها: الجملة معطوفة على ما قبلها والجار والمجرور متعلقان بالفعل

زَوْجَها: مفعوله

وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً: فعل ماض ومفعوله وقد تعلق بالفعل الجار والمجرور كثيرا صفة ونساء معطوفة

وَاتَّقُوا اللَّهَ: فعل أمر وفاعل ولفظ الجلالة مفعول به والجملة معطوفة على اتقوا الأولى

الَّذِي: اسم موصول صفة لله

تَسائَلُونَ: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله

بِهِ: متعلقان بالفعل والجملة صلة الموصول

وَالْأَرْحامَ: عطف على الله.

إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها

كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً: كان ورقيبا خبرها الذي به تعلق الجار والمجرور قبله واسم كان ضمير مستتر يعود إلى الله وجملة «كانَ عَلَيْكُمْ» في محل رفع خبر وجملة «إِنَّ اللَّهَ» تعليلية لا محل لها.

النَّاسُ: اسم للجنس البشري، واحده من غير لفظه: إنسان.

اتَّقُوا رَبَّكُمُ: أي اتقوا عقابه بأن تطيعوه

مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ: آدم

وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها: حواء، من ضلع من أضلاعه اليسرى

وَبَثَّ: فرق ونشر مِنْهُما من آدم وحواء من طريق التناسل والتوالد

رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً: كثيرات

تَسائَلُونَ: أي تتساءلون، أي يسأل بعضكم بعضاً بأن يقول: سألتك بالله أن تفعل كذا، وأسألك بالله، وأنشدك بالله

الْأَرْحامَ: جمع رحم، وهي هنا القرابة من جهة الأب أو الأم، أي اتقوا الأرحام أن تقطعوها

والمراد: خافوا حق إضاعة الأرحام.

ومن قرأ بالجر عطفه على الضمير في بِهِ وكانوا يتناشدون بالرحم رَقِيباً أي مشرفا

والمراد: حافظاً لأعمالكم، فيجازيكم بها، وهو لا يزال متصفًا بذلك، فهو الحفيظ المطلع العالم بكل شيء.