(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى): الجواب: أطلق كلمة أذى، والسّؤال عن المحيض؛ لأنّ اليهود والمشركين في الجاهليّة كانوا يمتهنون المرأة ولا يرون لها رأياً ولا حقّاً، بينما الإسلام كرّم الإنسان وكرّم المرأة، وهنا يتبيّن من الآيات (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) هل يجوز أن يقترب الرّجل من زوجته أثناء فترة المحيض؟ ما هو الحكم في المحيض؟ كان اليهود يمنعون المرأة أن تأكل معهم بنفس الطّبق إذا كانت بفترة الحيض، ويعتبرونها وكأنّها نجسة في فترة الحيض، فيُبعدونها عن كلّ شيء، وكان غيرهم لا يعتبرون الحيض مانعاً ويُباشرون الجماع مع زوجاتهم أثناء الحيض وبعده، فكان هذا السّؤال، وهنا يتبيّن من الجواب قيمة وعظمة هذا الدّين، وكيف رفع المرأة مكاناً عظيماً في جواب القرآن عن سؤال النّاس عن موضوع الحيض، (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى) أوّلاً هو أذى بغضّ النّظر ما هو المحيض أو الحيض أو دم الحيض؟ دم الحيض هذا يتجمّع في جدار رحم المرأة تهيئة للحمل، فإذا حملت المرأة انقطع عنها الحيض؛ لأنّ هذا الدّم الّذي يخرج إنّما هو معدّ لغذاء الطّفل، فإن لم يحصل الحمل يخرج ويكون هذا الدّم فاسداً قد خرج عن صلاحيّته، فإذاً هو أذى للمرأة وأذى للرّجل، فأوّلاً بيّن الحكم بأنّ المحيض هو أذى.
وَيَسْئَلُونَكَ: الواو عاطفة يسألونك فعل مضارع وفاعل ومفعول به
عَنِ الْمَحِيضِ: متعلقان بالفعل قبلهما والجملة معطوفة
قُلْ: فعل أمر والفاعل أنت والجملة مستأنفة
هُوَ: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ
أَذىً: خبر والجملة مقول القول
فَاعْتَزِلُوا: الفاء الفصيحة اعتزلوا فعل أمر والواو فاعل
النِّساءَ: مفعول به
فِي الْمَحِيضِ: متعلقان بمحذوف حال تقديره: متلبسات بالمحيض
وَلا تَقْرَبُوهُنَّ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به والجملة معطوفة وجملة
فَاعْتَزِلُوا: الجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم
حَتَّى: حرف غاية وجر
يَطْهُرْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل والمصدر المؤول في محل جر بحرف الجر والجار
والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما
فَإِذا: الفاء استئنافية إذا ظرف لما يستقبل من الزمن خافض لشرطه منصوب بجوابه
تَطَهَّرْنَ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة والنون فاعل والجملة في محل جر بالإضافة
فَأْتُوهُنَّ: الفاء رابطة لجواب الشرط أتوهن فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والواو فاعل والهاء
مفعول به والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.
مِنْ حَيْثُ: من حرف جر حيث ظرف مكان مبني على الضم في محل جر والجار والمجرور متعلقان بأتوهن
أَمَرَكُمُ اللَّهُ: فعل ماض ومفعول به مقدم ولفظ الجلالة فاعل
إِنَّ اللَّهَ: إن ولفظ الجلالة اسمها
يُحِبُّ: فعل مضارع والفاعل هو
التَّوَّابِينَ: مفعول به منصوب بالياء والجملة خبر إن ومثلها جملة
وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ: وهي معطوفة عليها.
الْمَحِيضِ: هو الحيض كالمعيش أي العيش
وهو لغة: السيلان، يقال: حاض السيل وفاض.
وشرعًا: دم فاسد يخرج من أقصى رحم المرأة كل شهر مرة واحدة
والحكمة: الاستعداد للحمل حين المعاشرة الزوجية، إبقاءً للنوع البشري.
قُلْ هُوَ أَذىً: تشبيه بليغ أي كالأذى، والأذى كناية عن القذر على الجملة، أي أنَّ الحيض شيء يستقذر ويؤذي من بقربه نفرة منه
وكراهة له، فتتأذى منه المرأة وغيرها برائحة دم الحيض.
وَلا تَقْرَبُوهُنَّ: كناية عن الجماع.