النّجم هو الكوكب السّاطع الّذي يضيء من ذاته، ولا يمكن أن نتخيّل السّماء من غير نجومٍ، ففي الماضي كانوا يهتدون بها في ظلمات البرّ والبحر، وليس ذلك فقط، بل هي أيضاً للحساب، وقد فصّل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات وبيّنها ووضّحها لقومٍ يعلمون.
يقول المولى سبحانه وتعالى في آيةٍ أخرى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ﴾ [الواقعة]، لماذا لم يقل: لا أقسم بالنّجوم؟ لأنّك عندما ترى النّجم لا ترى النّجم ذاته، بل ترى موقع النّجم، العلم اكتشف ذلك؛ لأنّ سرعة الضّوء حتّى تصل إلى عينيك يكون النّجم قد تحرّك من مكانه، لذلك ترى موقع النّجم ولا ترى النّجم، لكنّك تعتقد أنّك ترى النّجم. فالقرآن الكريم لم يصادم العقل وقت النّزول، ولم يفرغ عطاؤه، فهو صالحٌ لكلّ زمانٍ ومكانٍ وفي كلّ عصرٍ من العصور يستمدّ العقل البشريّ من عطاء القرآن الكريم ما يناسب هذا العقل.
﴿قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾: الآية تعني العجيبة، والآيات هي مجموع الكلمات في القرآن الكريم، والآيات هي العجائب.