الآية رقم (99) - وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ

﴿وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء﴾: عندما تقدّم العلم علمنا أنّ الماء الّذي ينزل من السّماء مصدره الأرض، فالبحار والمحيطات المائيّة تشكّل ثلاثة أرباع الكرة الأرضيّة، فهي أكبر من مساحة اليابسة، وتقوم الشّمس بتبخير المياه، وعندما يمرّ هذا البخار بطبقات هواءٍ معيّنةٍ يتشكّل السّحاب، بعد ذلك ينزل المطر بعمليّةٍ دقيقةٍ لا يعلم كنّهها إلّا الله سبحانه وتعالى.

﴿فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ﴾: ما معنى نبات كلّ شيءٍ؟ أيّ نبات كلّ شيءٍ حيٍّ ترونه، أو نبات كلّ شيءٍ حتّى الحجر، فكلّ شيءٍ له حياةٌ، لماذا قال: فأخرجنا، ولم يقل: فأخرج؟ الجواب: لاعتقادك عند خروج النّبات أنّك أنت من زرع وحرث، فأنت الّذي تُخرج، لذلك قال: (فأخرجنا)، أي نحن، ومن خلال أسبابنا في الأرض أخرجنا.

﴿فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا﴾: خضراً هل هو اللّون الأخضر؟ لماذا قال خضراً؟ هو لونٌ أخضر ومعه غضاضةٌ، اللّون للعين أخضر، والغضاضة للمس لطراوته يسمّونه خضراً.

وَهُوَ الَّذِي: مبتدأ وخبر

أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً: الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها

فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ونا فاعله ونبات مفعوله والجملة معطوفة،

كُلِّ: مضاف إليه

شَيْءٍ: مضاف إليه مجرور

فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً: الجملة الفعلية معطوفة

نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور وفاعله نحن وحبا مفعوله ومتراكبا صفة، والجملة في محل نصب صفة خضرا.

وَمِنَ النَّخْلِ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر، الواو اعتراضية

مِنْ طَلْعِها: بدل من النخل بدل بعض من كل

قِنْوانٌ: مبتدأ مؤخر

دانِيَةٌ: صفة والجملة الاسمية لا محل لها اعتراضية.

وَجَنَّاتٍ: عطف على نبات

مِنْ أَعْنابٍ: متعلقان بمحذوف صفة جنات

وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ: عطف على جنات

مُشْتَبِهاً: حال منصوبة

وَغَيْرَ: عطف على ما قبلها

مُتَشابِهٍ: مضاف إليه مجرور بالكسرة

انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ: فعل أمر تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله، والجملة مستأنفة لا محل لها

إِذا: ظرف لما مضى من الزمن مبني على السكون في محل نصب، متعلق بالفعل قبله، ويجوز أن تكون إذا شرطية وجوابها محذوف دل عليه ما قبله وعلى الوجهين فجملة (أَثْمَرَ) في محل جر بالإضافة.

وَيَنْعِهِ: عطف على ثمره.

إِنَّ: حرف مشبه بالفعل

فِي ذلِكُمْ: متعلقان بمحذوف خبر إن

لَآياتٍ: اسم إن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة جمع مؤنث سالم، واللام ابتدائية للتوكيد

لِقَوْمٍ: متعلقان بمحذوف صفة لآيات

يُؤْمِنُونَ: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة في محل جر صفة لقوم

وجملة (إن في ذلكم): مستأنفة لا محل لها.

فَأَخْرَجْنا بِهِ: بالماء

خَضِراً: أي نباتا أخضر

نُخْرِجُ مِنْهُ: من الخضر

حَبًّا مُتَراكِباً: يركب بعضه بعضا كسنابل الحنطة ونحوها

مِنْ طَلْعِها: الطلع: أول ما يبدوا ويظهر من زهر النخلة قبل أن ينشق عنه غلافه

قِنْوانٌ: عراجين، جمع قنو، وهو عذق الثمر، وهو من النخيل كالعنقود من العنب، والسنبلة من القمح

دانِيَةٌ: قريب بعضه من بعض، وقريب التناول

جَنَّاتٍ: بساتين

مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ: أي متشابهاً في بعض الصفات كالورق، وغير متشابه في بعض آخر كالثمر، أي متشابه الورق والثمر وغير متشابه.

وَيَنْعِهِ: نضجه، أي حين يينع ويبدو نضجه واكتماله، والمراد: انظروا أيها المخاطبون نظر اعتبار إلى ثمره إذا أثمر (أول ما يبدو) كيف هو، وإلى نضجه إذا أدرك كيف يصبح

إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ: دلالات على قدرته تعالى على البعث وغيره

لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ: خصوا بالذكر لأنهم المنتفعون بها في الإيمان، بخلاف الكافرين.