كان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «إنّ قلوب بني آدم كلّها بين إصبعين من أصابع الرّحمن كقلبٍ واحدٍ يصرّفه حيث يشاء»، ثمّ قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «اللّهمّ مصرّف القلوب، صرّف قلوبنا على طاعتك»([1])، فإذاً قلّب الله تعالى قلوبهم.
﴿كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾: ولو جاءتهم كلّ آيةٍ فلا يؤمنون, كما حيل بينهم وبين الإيمان أوّل مرّة، والإيمان هو قناعةٌ عقليّةٌ وهدايةٌ قلبيّةٌ، فإذاً لا تكفي القناعة القلبيّة دون أن يكون هناك انشراحٌ قلبيٌّ.
﴿وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ﴾: طغى: تجاوز الحدّ.
﴿يَعْمَهُونَ﴾: العمه أي التّردّد، يتردّدون في حيرتهم حول الإيمان، فهم دائماً في شكٍّ، والعمه يستخدم للقلوب، أمّا العمى فهو للأبصار الّتي لا ترى النّور.