هذه السّورة رصدت المنافقين في كلّ مكان.
(وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ): ومن المنافقين من يقول لك يا محمّد: ائْذَن لي في القعود، ولا تفتنِّي بالخروج معك.
سبب النّزول: نزلت هذه الآية في الجدّ بن قيس، وكان الجدّ بن قيس من أشراف بني سلمة، فقد قال للرّسول صلّى الله عليه وسلّم قد عرف قومي أنّي مغرمٌ بالنّساء، وإنّي أخشى إن رأيت بني الأصفر ألّا أصبر عنهنّ، فلا تفتنّي وائذن لي في القعود، فأعرض عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: «قد أذنت لك»، فنزلت هذه الآية.
(أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ۗ): أي: قد سقطوا في الفتنة بقولهم هذا؛ أي إن كان يخشى من نساء بني الأصفر، وليس ذلك به، فما سقط فيه من الفتنة لتخلّفه عن رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم والرّغبة بنفسه عن نفسه أعظم.
(وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ): أي أنّه مهما فعل الكافر والمنافق فإنّه لن يستطيع أن يفرّ من العقاب ومن الجزاء على فعلته.