﴿وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ﴾: الفرق بين يسمع ويستمع: قد تسمع وأنت لا تهتمّ ولا تقصد السّمع؛ لأنّ حاسّة السّمع بالنّسبة للإنسان هي أوّل أدوات الإدراك، هي آلةٌ موجودةٌ في جسم الإنسان لا تغيب، حتّى في حالة النّوم الإنسان يسمع لكنّه لا يرى، قال سبحانه وتعالى عن أصحاب الكهف: ﴿فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا﴾ [الكهف]، حتّى ناموا تلك النّومة الطّويلة، فمنع الله تبارك وتعالى آليّة السّمع من العمل، صوت الهواء والرّياح ونباح الكلاب عند الكهف، كلّ هذا مُنع عنهم حتّى ناموا تلك الرّقدة الطّويلة.
إذاً السّمع آلة إدراكٍ لا تتعطّل في الإنسان عند النّوم، وعندما يستمع الإنسان أي هو يقصد أن يسمع وأن يفهم هذا الكلام، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِندِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ﴾ [محمّد]، إذاً يقصد الاستماع إليك ليسمع ما تقوله من آيات القرآن الكريم.