الآية رقم (42) - وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ

﴿وَمِنْهُم مَّن﴾: (من) قد تُستخدم للمفرد والمثنّى والجمع.

﴿يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ﴾: السّماع: هو استقبال الأذن للصّوت، فإن كان صوتاً مُبهماً كأصوات الحيوانات أو أصوات الأعواد، فهذه الأصوات لا تفيد إلّا ما تفيده النّغمة في الجسم من هزٍّ أو ارتجاجٍ، وإن كان صوتاً له معنىً تواضعت عليه النّاس كاللّغات المختلفة الّتي يتخاطبون بها في البلدان المختلفة، فيكون المتكلّم والسّامع على درجةٍ واحدةٍ من الاتّفاق على اللّغة، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم عربيٌّ يتحدّث بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ لقومٍ من العرب، فما العائق عن السّمع؟ فالكلام ليس مجرّد صوتٍ يصل إلى الأذن، لكن لا بدّ من استشرافٍ نفسيٍّ، وهم لا يملكون هذا الاستشراف، لذلك قال الحقّ سبحانه وتعالى:

﴿أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ ﴾، وكأنّ سمعهم لا يسمع.

﴿ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴾: فالقضيّة تحتاج إلى عقلٍ.

«وَمِنْهُمْ»: الواو استئنافية ومتعلقان بالخبر المقدم.

«مَنْ»: اسم الموصول مبتدأ والجملة مستأنفة.

«يَسْتَمِعُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة.

«إِلَيْكَ»: متعلقان بيستمعون.

«أَفَأَنْتَ»: الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية ومبتدأ والجملة مستأنفة.

«تُسْمِعُ»: مضارع والفاعل مستتر.

«الصُّمَّ»: مفعول به والجملة خبر.

«وَلَوْ»: الواو عاطفة ولو حرف شرط غير جازم.

«كانُوا»: كان واسمها والجملة ابتدائية والكلام معطوف على ما سبق.

«لا»: نافية.

«يَعْقِلُونَ»: مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة خبر

مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ: إذا قرأت القرآن وعلّمت الشرائع، ولكن لا يقبلون كالأصم الذي لا يسمع أصلا.

أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ: شبههم بهم في عدم الانتفاع بالقرآن.

وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ: ولو انضم إلى صممهم عدم تعقلهم وتدبرهم.

وهذا يدل على أن حقيقة استماع الكلام فهم المعنى المقصود منه.