﴿وَمِنْهُم مَّن﴾: (من) قد تُستخدم للمفرد والمثنّى والجمع.
﴿يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ﴾: السّماع: هو استقبال الأذن للصّوت، فإن كان صوتاً مُبهماً كأصوات الحيوانات أو أصوات الأعواد، فهذه الأصوات لا تفيد إلّا ما تفيده النّغمة في الجسم من هزٍّ أو ارتجاجٍ، وإن كان صوتاً له معنىً تواضعت عليه النّاس كاللّغات المختلفة الّتي يتخاطبون بها في البلدان المختلفة، فيكون المتكلّم والسّامع على درجةٍ واحدةٍ من الاتّفاق على اللّغة، والنّبيّ صلى الله عليه وسلم عربيٌّ يتحدّث بلسانٍ عربيٍّ مبينٍ لقومٍ من العرب، فما العائق عن السّمع؟ فالكلام ليس مجرّد صوتٍ يصل إلى الأذن، لكن لا بدّ من استشرافٍ نفسيٍّ، وهم لا يملكون هذا الاستشراف، لذلك قال الحقّ سبحانه وتعالى:
﴿أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ ﴾، وكأنّ سمعهم لا يسمع.
﴿ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴾: فالقضيّة تحتاج إلى عقلٍ.