الآية رقم (40) - وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ

﴿وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لَّا يُؤْمِنُ بِهِ ۚ ﴾: هذا قانون صيانة الاحتمال، فبعض النّاس يؤمن بالله سبحانه وتعالى وبالقرآن المنزل من عنده سبحانه وتعالى وبعضهم لا يؤمن.

﴿وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ﴾: الله سبحانه وتعالى هو أعلم بالمفسد الّذي يُخرج الأمر الصّالح عن صلاحه، وقد جاءت دعوات الأنبياء 4 لإبقاء الصّالح على صلاحه، وتغيير الفاسد إلى صالحٍ، ولرفع الظّلم عن البشر وإحقاق الحقّ وإرساء العدل، فعندما نتحدّث عن الإسلام وهو الدّين الخاتم فنحن نتحدّث عن خيرٍ عميمٍ للبشريّة، هو عقيدةٌ وشريعةٌ وأخلاقٌ، فالإسلام ليس كما يتصوّره بعضهم بأنّه ثقافةٌ أو أفكارٌ يمكن أن تُناقش بعد أن تصبح عقيدةً، بل تُناقش قبل أن يعتنق الإنسان دين الإسلام، يُحاور في عقله، ولكن بعد ذلك لا بدّ من استقرار الإيمان في قلبه، ولا بدّ له من إعمال عقله في كلّ آيةٍ وفي كلّ أمرٍ؛ لأنّ القرآن الكريم نزل إلى أصحاب الألباب والعقول.

«وَمِنْهُمْ»: الواو استئنافية الجار والمجرور متعلقان بخبر مقدم.

«مَنْ»: اسم موصول مبتدأ والجملة مستأنفة.

«يُؤْمِنُ»: مضارع فاعله مستتر.

«بِهِ»: متعلقان بيؤمن والجملة صلة.

«وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ»: إعرابها كسابقتها.

«وَرَبُّكَ»: الواو استئنافية ومبتدأ والكاف مضاف إليه.

«أَعْلَمُ»: خبر والجملة مستأنفة.

«بِالْمُفْسِدِينَ»: الباء حرف جر والمفسدين اسم مجرور ومتعلقان بأعلم.

وَمِنْهُمْ: ومن المكذبين أهل مكة.

مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ: يصدق به في نفسه ويعلم أنه حق ولكن يعاند، أو من سيؤمن به ويتوب عن كفره.

وضمير بِهِ يعود إلى القرآن مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ في نفسه لفرط غباوته وقلة تدبره، أو فيما يستقبل بل يموت على الكفر بِالْمُفْسِدِينَ بالمعاندين أو المصرين على الكفر، وهو تهديد لهم.