الآية رقم (181) - وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ

﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ﴾: هناك الكثير من النّاس هادون ومهتدون، لكن لماذا قال: أمّة؟ الجواب: لأنّ صفات الكمال لا تتحقّق إلّا بالمجموع، هذا كريم وهذا حليم وهذا قويّ وهذا ذكيّ و… فصفات الكمال تحتاج إلى أمّة حتّى تنهض بها.

﴿يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾: لا تخلو الأرض من هداة مهديين يعدلون وعدلهم نابعٌ من الحقّ، والحقّ هو الشّيء الثّابت الّذي لا يتغيّر، قال سبحانه وتعالى  عن القرآن الكريم: ﴿وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ﴾ [الإسراء: من الآية 105].

وَمِمَّنْ: من اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم

خَلَقْنا: ماض وفاعله

أُمَّةٌ: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة، والجملة الفعلية «خَلَقْنا» صلة الموصول.

يَهْدُونَ: مضارع وفاعله.

بِالْحَقِّ: متعلقان بالفعل والجملة في محل رفع صفة.

وَبِهِ: متعلقان بالفعل بعدهما «يَعْدِلُونَ» والجملة معطوفة.

وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ: هم أمة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم كما في الحديث المتواتر «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق … » . ويهدون: يرشدون الناس إلى الحق والخير

وَبِهِ يَعْدِلُونَ: أي وبالحق يحكمون وكما عند الشيخين عن المغيرة بالعدل دون ميل لأحد الجانبين المتخاصمين.