الآيات تتحدّث عن الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالى ومعالجة الشّحّ في النّفس البشريّة، وهذه المعالجة الّتي أرادها الله سبحانه وتعالى ؛ لأنّه هو خلق الخلق وجعل تعاليم الإسلام رحمة للعالمين، ولم يحدّد بأنّ هذه الرّحمة تنال من آمن به فقط، وإنّما رحمته وسعت كلّ شيء؛ لذلك فإنّ الله سبحانه وتعالى وضع بحساب دقيق الخلق وضمن لمن احتاج أن يأخذ ممّن أنعم الله عليه، وذلك من خلال حثّ النّاس على الزّكاة وعلى الصّدقات وعلى الإنفاق وعلى فعل الخيرات، قد يسأل الإنسان سؤالاً: لماذا لم يخلق الله كلّ النّاس أغنياء ولا يحتاج أحد لأحد؟ فلا نحتاج أن نحثّ الأغنياء ليعطوا الفقراء وليتصدّقوا، وبعد ذلك ننبّه عليهم بأنّهم لا يجوز لهم أن يمنّوا وأن يؤذوا؟ الجواب: لأنّنا لا نعلم حكمة الحكيم؛ لذلك الله سبحانه وتعالى يقول: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [البقرة].
(وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ): عن أنس قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُكثر أن يقول: «يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك»([1])، الصّدقة تثبّت إيمانك، أنا أريد أن أثبّت إيماني فماذا أفعل؟ أُداوي خلق الله، أُنفق على خلق الله، إذاً هذا هو التّثبيت، فعندما أُنفِق أشعر أنّ رزق الإيجاب ورزق السّلب قد تحقّق لي، هذا معنى تثبيت النّفس.