﴿وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ﴾: ما هو العهد المقصود؟ ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا﴾ [الأعراف: من الآية 172]، سيقول قائلٌ: كيف يقول الله سبحانه وتعالى إنّه جمع ذريّة بني آدم دفعةً واحدةً كلّها، وأخذ عليهم العهد في عالم الذّرّ؟ نقول: بأنّنا كلّنا جزءٌ من آدم، فأنت جزءٌ من الحيوان المنويّ لأبيك، وأبوك جزءٌ من جدّك، وجدّك جزءٌ من أبيه، وتتسلسل هكذا إلى أن تصل إلى آدم، فأنت فيك جزيءٌ من آدم، فجمع الله سبحانه وتعالى في عالم الذّرّ هذه الجزيئات كلّها بكلمة: ﴿كُن﴾ وأخذ العهد من أبناء آدم كلّهم، لذلك تجد الإيمان بالفطرة، وعدم الإيمان والإلحاد معاكسٌ للفطرة البشريّة، والإنسان يبحث عن الخالق عبر العصور، فنجد من خلال المعابد والاكتشافات الأثريّة من يقول: ربّي الشّمس، وآخر يقول: ربّي التّمثال، وغيرهم…، فالإنسان يبحث عن عهد الفطرة.
﴿وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ﴾: الفسوق هو خروج جلدة التّمرة؛ أي أنّهم خارجون عن طاعة الله سبحانه وتعالى.