الآية رقم (48) - وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ

وظيفة المرسلين هي أن يبشّروا وأن ينذروا, يبشّرون بالجنّة للّذي يأخذ بالطّريق المستقيم، وينذرون من النّار ومن عواقب الإجرام والحياد عن طريق الله سبحانه وتعالى، فليست مهمّة الرّسل إدخال الهداية إلى قلوب النّاس، بل مهمّتهم الهداية إلى الطّريق الصّحيح كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشّورى: من الآية 52]، بينما قال له سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [القصص]، أي إنّك لن تستطيع أن تدخل الإيمان إلى قلوب النّاس، بل وظيفتك أن تُنذرهم من العذاب وتبشّرهم بالجنّة، والباقي يكون من عملهم ومن سلوكهم، فإن أخذوا بهداية الدّلالة جاءتهم هداية المعونة.

فالهداية هي هدايةٌ عامّةٌ وهي هداية الدّلالة، يدلّ الله سبحانه وتعالى البشر كلّهم ويبيّن لهم الطّريق الصّحيح، وهدايةُ المعونة الّتي لا تأتي إلّا للّذي يختار هذا الطّريق.

وَما: الواو استئنافية، ما نافية

نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ: فعل مضارع ومفعوله المنصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم، وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن

إِلَّا: أداة حصر

مُبَشِّرِينَ: حال منصوبة بالياء

وَمُنْذِرِينَ: عطف

فَمَنْ: الفاء استئنافية

من: اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ وجملة آمن خبره عند بعضهم أو هي ابتدائية وجملتا الشرط والجواب خبر

وَأَصْلَحَ: عطف

فَلا خَوْفٌ: الفاء واقعة في جواب الشرط لا نافية لا عمل لها

خَوْفٌ: مبتدأ مرفوع

عَلَيْهِمْ: متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ.

وَلا هُمْ: الواو عاطفة لا نافية

هُمْ: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ

وجملة (يَحْزَنُونَ): خبره

وجملة (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ): معطوفة على جملة فلا خوف فهي مثلها في محل جزم جواب الشرط.

مُبَشِّرِينَ: من آمن بالجنة.

وَمُنْذِرِينَ: من كفر بالنار.