وظيفة المرسلين هي أن يبشّروا وأن ينذروا, يبشّرون بالجنّة للّذي يأخذ بالطّريق المستقيم، وينذرون من النّار ومن عواقب الإجرام والحياد عن طريق الله سبحانه وتعالى، فليست مهمّة الرّسل إدخال الهداية إلى قلوب النّاس، بل مهمّتهم الهداية إلى الطّريق الصّحيح كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾ [الشّورى: من الآية 52]، بينما قال له سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ [القصص]، أي إنّك لن تستطيع أن تدخل الإيمان إلى قلوب النّاس، بل وظيفتك أن تُنذرهم من العذاب وتبشّرهم بالجنّة، والباقي يكون من عملهم ومن سلوكهم، فإن أخذوا بهداية الدّلالة جاءتهم هداية المعونة.
فالهداية هي هدايةٌ عامّةٌ وهي هداية الدّلالة، يدلّ الله سبحانه وتعالى البشر كلّهم ويبيّن لهم الطّريق الصّحيح، وهدايةُ المعونة الّتي لا تأتي إلّا للّذي يختار هذا الطّريق.