﴿وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا﴾ لماذا هذه النّقمة؟ لأنّنا آمنّا بآيات ربّنا سبحانه وتعالى ومعجزاته.
﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا﴾: الإفراغ: الصّبّ؛ أي اصببه علينا حتّى نصبر على هذا المصير.
﴿وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ﴾: إذاً بما أنّ القرار صدر من فرعون فهم سيموتون قتلاً وتنكيلاً، ولكن أهمّ شيءٍ أن نكون على ملّة الإسلام، والإسلام هو الاستسلام لأوامر الله سبحانه وتعالى، قال أحد العارفين بالله عزّ وجلّ عندما قرأ هذه الآية: “عجبي لأمر سحرة فرعون، كانوا أوّل النّهار كفرةً سحرةً، وكانوا آخر النّهار شهداء بررةً”، وفعلاً فإنّ فرعون نكّل بهم وقطّع أيديهم وأرجلهم وصلبهم أمام النّاس جميعاً حتّى تكون هذه الحادثة عبرةً.
فنجد موسى عليه السّلام نقض وهزّ أركان ربوبيّة فرعون بهذا المقطع، وستأتي آياتٌ كثيرةٌ تتحدّث عن موسى وشعب بني إسرائيل وماذا جرى وعلى مساحةٍ كبيرةٍ من كتاب الله سبحانه وتعالى، سيقول قائلٌ: لماذا هذا كلّه؟ الجواب؛ لأنّ شعب بني إسرائيل سيكون لهم شأنٌ في قتل الأنبياء ومعارضتهم، واليوم نرى هذه الآثار من خلال اعتداءاتهم واحتلالهم وكذبهم وجرائمهم وقتلهم واغتصابهم لفلسطين والمسجد الأقصى، لذلك سنجد أنّ القرآن الكريم تحدّث عن كلّ ما يتعلّق بحركاتهم وسكناتهم وعلاقاتهم وأفكارهم وطريقتهم؛ لأنّه ستحدث لهم هذه الأمور، فهم أوّل من حارب وناصب النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم العداء في خيبر وفي المدينة المنوّرة، وتآمروا مع مشركي العرب.