الآيات السّابقة الّتي فسّرناها كانت تتعلّق بمعالجة قضيّة هامّة وهي قضيّة شحّ النّفس وقضيّة الإنفاق في سبيل الله، بيّنت الآيات السّابقة كلّ المناحي المتعلّقة بالإنفاق في سبيل الله والرّياء في هذا العمل وكلّ منافذ الشّيطان الّتي يمكن أن تدخل على الإنسان أثناء تأديته لهذه الفريضة إن كانت زكاة أو للصّدقات والّتي هي سنّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إذاً بعد الآيات السّابقة يتابع المولى سبحانه وتعالى البيان عن النّفقة:
(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ): طبعاً النّفقة تحدّثنا عنها مطوّلاً، الآن ترد معنا أوّل مرّة كلمة نذر، ما هو تعريف النّذر؟ هو أن يقوم الإنسان بعمل من جنس ما كلّفه الله سبحانه وتعالى فوق مقدار التّكليف، مثال: فرض عليّ صلاة خمس أوقات وأصلّي السّنن لكنّي نذرت أن أصلّي أربعين ركعة لله، إذاً هذا من جنس ما أمر الله، الّتي هي الصّلاة، لكن فوق ما أمر الله سبحانه وتعالى، أو إنسان نذر أن يذبح شاة أو خروفاً ..إلخ، هناك الأضحية الّتي سنّت في الإسلام، فأنت ضحّيت بثلاثة، هو أمر أن تضحّي بعيد الأضحى، وأنت كلّ فترة تضحّي، فالنّذر يكون من جنس ما أمر الله به، ولا يصحّ أن تنذر نذراً يخالف شرع الله.