الآية رقم (270) - وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ

الآيات السّابقة الّتي فسّرناها كانت تتعلّق بمعالجة قضيّة هامّة وهي قضيّة شحّ النّفس وقضيّة الإنفاق في سبيل الله، بيّنت الآيات السّابقة كلّ المناحي المتعلّقة بالإنفاق في سبيل الله والرّياء في هذا العمل وكلّ منافذ الشّيطان الّتي يمكن أن تدخل على الإنسان أثناء تأديته لهذه الفريضة إن كانت زكاة أو للصّدقات والّتي هي سنّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، إذاً بعد الآيات السّابقة يتابع المولى سبحانه وتعالى البيان عن النّفقة:

(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ): طبعاً النّفقة تحدّثنا عنها مطوّلاً، الآن ترد معنا أوّل مرّة كلمة نذر، ما هو تعريف النّذر؟ هو أن يقوم الإنسان بعمل من جنس ما كلّفه الله سبحانه وتعالى فوق مقدار التّكليف، مثال: فرض عليّ صلاة خمس أوقات وأصلّي السّنن لكنّي نذرت أن أصلّي أربعين ركعة لله، إذاً هذا من جنس ما أمر الله، الّتي هي الصّلاة، لكن فوق ما أمر الله سبحانه وتعالى، أو إنسان نذر أن يذبح شاة أو خروفاً ..إلخ، هناك الأضحية الّتي سنّت في الإسلام، فأنت ضحّيت بثلاثة، هو أمر أن تضحّي بعيد الأضحى، وأنت كلّ فترة تضحّي، فالنّذر يكون من جنس ما أمر الله به، ولا يصحّ أن تنذر نذراً يخالف شرع الله.

وَما أَنْفَقْتُمْ: الواو عاطفة

ما: اسم شرط جازم في محل نصب مفعول به

أَنْفَقْتُمْ: فعل ماض وفاعل

مِنْ نَفَقَةٍ: متعلقان بمحذوف حال

أَوْ: حرف عطف

نَذَرْتُمْ: فعل ماض وفاعل

مِنْ نَذْرٍ: متعلقان بنذرتم

فَإِنَّ: الفاء رابطة لجواب الشرط

إن اللَّهَ يَعْلَمُهُ: إن ولفظ الجلالة اسمها والجملة خبرها والجملة في محل جزم جواب الشرط

وَما: الواو استئنافية ما نافية

لِلظَّالِمِينَ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم

مِنْ أَنْصارٍ: من حرف جر زائد أنصار مبتدأ مؤخر والجملة استئنافية.

وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ: أديتم من زكاة أو صدقة

أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ النذر: لغة: العزم على التزام شيء خاص

وشرعًا: التزام طاعة تقربًا إلى الله تعالى