هذه الآية والّتي تليها تتعلّق بهما علاقة الأمّة بالرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.
﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ﴾: العلاقة بين الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم وبين من أُرسل إليهم هي الطّاعة وليست المحبّة، فالمحبّة تأتي من الطّاعة:
تعصي الإلهَ وأنتَ تُظهِرُ حبَّـــــه هذا لَعمري في القياسِ بَديعُ
لو كان حبُّك صــــادقاً لأطعْتَـــــه إنَّ المحــــــبَّ لمــــــن يحبُّ مطيــــعُ
فلا يمكن أن تحبّ الرّسول وتخالفه، لا بدّ من الطّاعة، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ﴾ أي بأمر الله سبحانه وتعالى، العلاقة محدّدةٌ بالطّاعة، يقول سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [آل عمران]، ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾ [الحشر: من الآية 7]، العلاقة ليست علاقة رسولٍ أدّى الرّسالة ثمّ ارتفع إلى الرّفيق الأعلى وانتهى دوره، لا، فدليلي هذه الآيات: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ﴾