الآية رقم (34) - وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ

هنا نصٌّ قرآنيٌّ يثبت قضايا الوجود الواقعيّ، أي أنّه ما من أمّةٍ إلّا ولها أجلٌ، ولكلّ إنسانٍ أجلٌ، فالأمم لها آجالٌ، والبشر لهم آجالٌ.

﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ﴾: ميعادٌ، توقيتٌ.

﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً﴾: ساعةً: هي اصطلاحٌ عصريٌّ، وهو معيارٌ زمنيٌّ لضبط الوقت، أمّا كلمة ساعةٍ هنا فلا تعني ستّين دقيقةً، وإنّما يُقصد بها المعيار الزّمنيّ لضبط الوقت، إذاً وقت نهاية الأجل مضبوطٌ بدقّةٍ، وقد بيّن المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُّؤَجَّلًا﴾ [آل عمران: من الآية 145]، هذا قانونٌ إلهيٌّ يثبت الواقع صحّته، ما استطاع أحدٌ أن يتفلّت منه، ولم تستطع أمّةٌ من الأمم أن تحيد عنه، أين الفراعنة؟ أين القياصرة؟ أين الأكاسرة؟ أين الأمم؟ أين الرّوم؟ أين الفرس؟ أين الأمم السّابقة؟ أين الحضارات السّابقة؟ كلّها لها أجلٌ، فإذا جاء هذا الأجل وجاء التّوقيت المعدّ للنّهاية فهم: ﴿لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، والإنسان عندما يموت تقوم قيامته؛ لأنّه دخل المرحلة الثّانية، هناك أجلٌ هو الحياة الدّنيا، وهناك أجلٌ وهو البقاء في البرزخ حتّى البعث.

وَلِكُلِّ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

أُمَّةٍ: مضاف إليه

أَجَلٌ: مبتدأ مؤخر والجملة مستأنفة لا محل لها

فَإِذا: الفاء استئنافية.

إذا: ظرفية شرطية غير جازمة

وجملة (جاءَ أَجَلُهُمْ): في محل جر بالإضافة.

لا يَسْتَأْخِرُونَ: مضارع مرفوع والواو فاعله.

ساعَةً: ظرف زمان والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

وجملة (وَلا يَسْتَقْدِمُونَ): عطف.

أَجَلٌ: وقت محدد، أو مدّة معلومة في علم الله. ساعَةً أقل وقت يقضى فيه عمل ما.