﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ﴾: لم يقل: أخاهم لوطاً، والقرآن الكريم كل حرفٍ فيه وكلّ كلمةٍ وكلّ إشارةٍ إعرابيّةٍ باختلافها يختلف المعنى، وهذا لا يوجد إلّا في كتاب الله سبحانه وتعالى؛ لأنّه من لدن ربٍّ حكيمٍ جلَّ جلاله. فهنا يتبيّن أنّ لوطاً عليه السَّلام لم يكن من هؤلاء القوم، وإنّما جاء مع إبراهيم -عليهما السّلام- من طور سيناء إلى منطقة شاطئ الفرات، وبقي معهم فترةً في هذه المنطقة فأصبحوا يعرفونه، وأصبح يعرف كلّ شيءٍ عنهم من عاداتٍ وتقاليد، وكلّ ما يجري في هذه القرية.
ولقد جاءت كلمة: (لوطاً) منصوبةً؛ لأنّها معطوفةٌ على قوله سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا﴾ فلقد أرسلنا نوحاً وصالحاً وهوداً، لذلك جاءت (لوط) هنا منصوبة على ما سبق.