الآية رقم (23) - وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ

﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾: أي لجعل السّمع فيه استجابة لمطلوب الأوامر الإلهيّة، فالله سبحانه وتعالى يهدي الجميع هداية الدّلالة، لكنّ الكافر الّذي ردّ الهداية، والفاسق الّذي ردّ الطّاعة، قد سدّ منافذ الهداية، لذلك عندما يقول المولى سبحانه وتعالى هنا: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ﴾، أي أنّهم لو اختاروا الإيمان لأسمعهم؛ أي لاستجابوا لِـمَا جاءهم من أوامر.

﴿وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾: هذا ديدنهم أنّهم يعرضون ويتولّون، والتّولّي هو الإعراض، فهم يتولّون عن أوامر الله سبحانه وتعالى، ولا يأخذون من النّواهي والأوامر إلّا ما يحقّق شهواتهم وأغراضهم وأهدافهم ومصالحهم، يقدّمون المصالح على المبادئ في كلّ أمرٍ من الأمور.

وَلَوْ: حرف شرط غير جازم، والواو استئنافية.

عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ولفظ الجلالة فاعله.

خَيْراً: مفعول به

لَأَسْمَعَهُمْ: فعل ماض ومفعوله وفاعله مستتر واللام واقعة في جواب الشرط، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم،

جملة «وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ» معطوفة.

لَتَوَلَّوْا: فعل ماض وفاعله واللام رابطة لجواب الشرط كذلك.

الجملة الاسمية «وَهُمْ مُعْرِضُونَ» في محل نصب حال.

خَيْراً: أي صلاحًا بسماع الحق

لَأَسْمَعَهُمْ: سماع تفهم

وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ: على سبيل الافتراض، وقد علم ألا خير فيهم

لَتَوَلَّوْا: أعرضوا عنه

وَهُمْ مُعْرِضُونَ: عن قبوله عنادًا وجحودًا.