﴿وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا﴾: المشيئة المطلقة لله سبحانه وتعالى، ولو شاء الله سبحانه وتعالى لرفعه بهذه العلوم الّتي أعطاه إيّاها.
﴿وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ﴾: لكنّه اختار أن يهوي وينزل إلى الأسفل إلى الأرض.
﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ﴾: سبب خلوده ونزوله إلى الأرض وعدم ارتفاعه وسموّه هو اتّباعه الهوى.
﴿فَمَثَلُهُ﴾: ضرب الله مثلاً بهذا الّذي أعطاه العلم وهذه الآيات.
﴿كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ﴾: الحيوانات عادةً لا تلهث إلّا إذا فزعت، لكنّ الكلب يلهث باستمرار، إن تحمل عليه؛ أي إن تجبره أو تضربه يلهث، وإن تتركه من غير أيّ شيءٍ يلهث، فتنفّسه هو اللّهث، مع إخراج لسانه وهذا من طبيعته؛ لأنّه يتنفّس بسرعة، والله سبحانه وتعالى ضرب هذا المثل ببلعام بن باعوراء؛ لأنّه سبحانه وتعالى أعطاه من الآيات والعلوم والتّمكين فعوضاً عن أن يرتفع بها إلى السّماء أخلد بها إلى الأرض، فهو كالكلب الّذي يسير وراء شهواته.