الآية رقم (9) - وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ

هم يؤمنون بخلقٍ اسمه الملائكة، والله سبحانه وتعالى أخبرنا عنهم، وأخبرنا عن خلقٍ آخر اسمه الجنّ، ونحن لا ندرك هذه العوالم لكنّنا نؤمن بها؛ لأنّ الّذي أخبرنا هو الخالق سبحانه وتعالى، وذلك يكفينا، وليس كلّ ما لا ندركه معناه أنّه غير موجودٍ.

﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً﴾: الاستعدادات البشريّة والعقليّة الموضوعة في جسد الإنسان لا تتحمّل رؤية مَلَك بهيئته الملائكيّة، فلو أراد إنزال مَلَكٍ لجعله بشراً مثل ما أتـى سيّدنا جبريل عليه السَّلام بصورة رجلٍ شديد بياض الثّياب، شديد سواد الشّعر.

وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً: الواو استئنافية، لو حرف شرط غير جازم. جعلنا فعل ماض مبني على السكون، ونا فاعله والهاء مفعوله الأول وملكا مفعوله الثاني والجملة مستأنفة،

وجملة (لَجَعَلْناهُ رَجُلًا): لا محل لها جواب شرط غير جازم

وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ونا فاعله والجملة معطوفة

ما يَلْبِسُونَ: ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية يلبسون صلة الموصول لا محل لها.

وَلَوْ جَعَلْناهُ: أي المنزل إليهم.

لَجَعَلْناهُ: أي الملك.

رَجُلًا: أي على صورة رجل، ليتمكّنوا من رؤيته، إذ لا قوّة للبشر على رؤية الملك.

لَلَبَسْنا: لسترنا وغطّينا، والمراد: جعلنا أمرهم يلتبس عليهم فلا يعرفونه.

ما يَلْبِسُونَ: على أنفسهم، بأن يقولوا: ما هذا إلا بشر مثلكم، فيلتبس الأمر عليهم فلم يدروا أملك هو أم إنس، فلم يوقنوا أنه ملك ولم يصدّقوا به، وقالوا: ليس هذا ملكًا، كما التبس على أنفسهم من حقيقة أمرك وصحة برهانك وشاهدك على نبوّتك