﴿وَلَوْ أنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا﴾: وضع شرطين: الإيمان والتّقوى، فهل هناك فارقٌ بين الإيمان والتّقوى؟ الجواب: نعم، فالإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل، الإيمان أن تؤمن وأن تعتقد أن لا إله إلّا الله، وأن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه، وعندما تؤمن فهذا الإيمان يحتاج إلى ترجمان، فلا تستطيع أن تقول: أنا مؤمنٌ بالله سبحانه وتعالى وأحبّه U، وأنت غير متقٍّ لله سبحانه وتعالى.
ما معنى متقٍّ لله تعالى؟ الجواب؛ أي أنّك تجعل وقايةً بينك وبين غضبه U، فلا ترتكب ما حرّمه سبحانه وتعالى وتلتزم بأوامره سبحانه وتعالى، هذا معنى التّقوى، لذلك سيّدنا عليّ t عندما سُئل عن التّقوى قال: “العمل بالتّنزيل”؛ أي كلّ ما جاء في القرآن الكريم من أوامر ونواهٍ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ الإيمان من غير تقوى لا يحقّق الوظيفة الإيمانيّة، والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وسّع دائرة الإيمان، فقال: «الإيمان بضعٌ وسبعون، أو بضعٌ وستّون شعبة، فأفضلها قول: لا إله إلّا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطّريق»([1])، ففي إماطة الأذى عن الطّريق شعبةٌ من شعب الإيمان بالله سبحانه وتعالى؛ لأنّه التزم بأوامر الله سبحانه وتعالى والتزم بأوامر النّبيّ :.