إنّ تحصين الإيمان والحفاظ عليه يكون بالتّقوى، والتّقوى هي الزّيادة من كلّ خير، قال سيّدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه “التّقوى هي: الخوف من الجليل، والعمل بالتّنزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل”، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ﴾]الذّاريات[، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ﴾، ولم يقل: ثواباً بل مثوبة، والمثوبة من التّثويب، وهو ترديد تكبيرات الإمام في الصّلاة بعده ليَسمع النّاس، ويسمّى من يرجّع قولَ الإمام (المثوّب). والمثوبة هي إعادة العمل أفضل ممّا كان، وهو مأخوذ من الثّوب يأخذه الخيّاط الماهر فيعيده أفضل ممّا كان.
وكلمة (خير) هي الوحيدة في اللّغة العربيّة الّتي يساوي الاسم فيها أفعل التّفضيل، فيقال: هذا خير من هذا ولا يُقال: أخيَر، كأن نقول: زيد أخير من عمرو بل نقول: زيد خير من عمرو.
والشرّ نقيض الخير، وقد يكون أحد الأمرين خيراً والثّاني أكثر خيراً ولكنّنا لا نقول أخيَر بل نقول هذا خير من هذا..