الآية رقم (66) - وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا

ما زال الحديث عن علاقة الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم مع المؤمنين ومع المجتمع، وتأتي هذه الآية متابعةً للآية السّابقة:

﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ﴾: كتب الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل ليخرجوا من ذنبهم أن يقتلوا أنفسهم أو يخرجوا من ديارهم، ولكنّهم لم يفعلوا ذلك، والله تعالى يتحدّث عن أمّة سيّدنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم، والمجتمع الّذي يوجد فيه المنافقون الّذين أصبحوا الدّاء العضال فيه، والحديث كلّه هنا يتعلّق بهم:

﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم﴾: يعطي هذا معنىً عن حبّ الوطن، فالخروج من الدّيار كقتل النّفس، حبّ الوطن من الإيمان، وحبّ الوطن بالنّسبة للإنسان كحبّه لنفسه؛ لأنّ الإنسان الّذي لا يحبّ وطنه ولا خير فيه له لا خير فيه لنفسه، فالأفراد هم الأساس في بناء المجتمع.

والمؤمن يُفترض به أن ينفّذ ما أمره الله سبحانه وتعالى به، لكنّ بني إسرائيل كانت ردودهم على هذا الأمر: ﴿مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ﴾: أي القليل منهم فعلوا ما أُمروا به.

﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾: الخيريّة من عند الله سبحانه وتعالى أن تنفّذ أمره عزَّ وجلفيما أمر وفيما نهى، ولكنّ التّشكيك يأتي إمّا من فئة غير المؤمنين أو من فئة المنافقين داخل المجتمع.

وَلَوْ: الواو استئنافية لو شرطية غير جازمة

أَنَّا: أن واسمها

كَتَبْنا عَلَيْهِمْ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل ونا فاعله والجملة خبر أن

أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ: فعل أمر وفاعله ومفعوله وأن حرف تفسير والمصدر المؤول في محل نصب مفعول به

أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ: الجملة معطوفة على ما قبلها والجار والمجرور متعلقان بالفعل

ما فَعَلُوهُ: فعل ماض وفاعل ومفعول به وما نافية والجملة لا محل لها جواب لو

إِلَّا قَلِيلٌ: إلا أداة حصر قليل بدل من الواو في فعلوه

مِنْهُمْ: متعلقان بمحذوف صفة قليل.

وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا: فعل ماض وفاعل والجملة خبر أن وجملة: أنهم معطوفة

ما يُوعَظُونَ بِهِ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والواو  فاعله والجملة صلة ما، وما مفعول به

لَكانَ خَيْراً لَهُمْ: كان وخبرها الذي تعلق به الجار والمجرور واسمها ضمير مستتر

وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً: عطف على خيرا وتثبيتا تمييز وجملة: لكان … جواب لولا محل لها.

كَتَبْنا: فرضنا عليهم

اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ: كما كتبنا على بني إسرائيل

ما فَعَلُوهُ: أي المكتوب عليهم

ما يُوعَظُونَ بِهِ: من الأوامر والنواهي المقرونة بذكر حكمها

تَثْبِيتاً: تقوية وجعله ثابتاً راسخًا وَإِذاً لو ثبتوا