الآية رقم (46) - وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَـكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ

(وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً): لو أراد هؤلاء الّذين يستأذنون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الخروج لكانوا أعدّوا العدّة للخروج إلى هذه الغزوة، ولكنّهم لم يفعلوا.

(وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ): لماذا؟ لأنّهم سيكونون وبالاً على المؤمنين، فحركة النّفاق ستفتّت من عضد تماسك المؤمنين.

(فَثَبَّطَهُمْ): أي: قيّد حركتهم، فلا يريدون الحركة ولا الخروج للجهاد.

(وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ): قيل: مبني للمجهول، من الّذي قال: اقعدوا مع القاعدين؟ الجواب: الشّياطين أوحت لهم، وأصدقاؤهم من المنافقين، وقد يكون النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الّذي قال لهم: اقعدوا مع القاعدين، فقد تكون من مصادر عدّة، لكن كلّ واحدٍ يمكن أن يقولها لسبب، والنّتيجة أنّهم قعدوا ولم يخرجوا إلى قتال الرّوم في غزوة تبوك مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

وَلَوْ: الواو استئنافية.

لَوْ: شرطية.

أَرادُوا الْخُرُوجَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة مستأنفة لا محل لها.

لَأَعَدُّوا: فعل ماض وفاعله، واللام واقعة في جواب الشرط.

لَهُ: متعلقان بالفعل.

عُدَّةً: مفعول به.

وَلكِنْ: الواو عاطفة.

لكِن: حرف استدراك.

كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل ومفعول به والجملة معطوفة على جملة مقدرة أي قصّروا في إعداد العدة

فكره الله انبعاثهم.

فَثَبَّطَهُمْ: الفاء عاطفة وفعل ماض ومفعول به والجملة معطوفة.

وَقِيلَ: ماض. ونائب فاعله مستتر أي قيل القول.

اقْعُدُوا: فعل أمر وفاعله.

مَعَ: ظرف مكان متعلق بالفعل.

الْقاعِدِينَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم، والجملة مقول القول وجملة قيل معطوفة.

وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ: معك

لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً: أهبة من السلاح والزاد، فالعدة: هي ما يعده الإنسان ويهيئه لما يفعله في المستقبل، وهو نظير الأهبة

وَلكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ: استدراك عن مفهوم قوله: (وَلَوْ أَرادُوا الْخُرُوجَ) كأنه قال: ما خرجوا، ولكن تثبطوا، لأنه تعالى كره انبعاثهم، أي نهوضهم للخروج

فَثَبَّطَهُمْ: فحبسهم وعوقهم بالجبن والكسل

وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقاعِدِينَ: تمثيل لإلقاء الله كراهة الخروج في قلوبهم، أو وسوسة الشيطان بالأمر بالقعود، أو حكاية قول بعضهم لبعض، أو إذن الرسول لهم، والقاعدين يحتمل المعذورين وغيرهم، وعلى الوجهين لا يخلو عن ذم