حين نزل القرآن كان بعض النّاس على اليهوديّة وبعضهم على النّصرانيّة، وقد وضع الشّرع القواعد في التّعامل مع النّصارى واليهود, فلا يزاودنّ أحد على الإسلام وعلى هذا الدّين، واليهود أهل كتاب وهي التّوراة الّتي جاء بها سيّدنا موسى عليه السَّلام والنّصارى أهل كتاب وهو الإنجيل الّذي جاء به سيّدنا عيسى عليه السَّلام، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ [المائدة: من الآية 82]، وقال تبارك وتعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى﴾ [المائدة: من الآية 82]، فالعلاقة مع المسيحيّين علاقة طيّبة، طبيعتها المودّة والرّحمة، والعداوة تكون مع اليهود، وهذا أمر مقطوع به.
وكلّ إنسان يختار الدّين الّذي يقتنع به، وكانت علاقة النّصارى مع النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم علاقة ممتازة من خلال النّجاشيّ ووفد نصارى نجران.
أمّا اليهود فقد مكروا ودمّروا وقتلوا ونقضوا العهود ودبّروا المكائد للإسلام وللمسلمين. وقال الله سبحانه وتعالى لرسوله محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم ﴿قُلْ﴾ ولم يقل له: اقتل، قل يا محمّد: إنّ هدى الله هو الهدى.