﴿وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ﴾: وكأنّ الغضب إنسانٌ يعطيك أوامر، اشتم.. اضرب.. اقتل..، فتجده شتم وتلفّظ بكلماتٍ كلّها غضب، فعندما هدأ الغضب أخذ الألواح.
﴿وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ﴾:في هذه النّسخ الهدى والرّحمة، فدائماً الكتب السّماويّة فيها هدايةٌ عامّةٌ للنّاس جميعاً، كما قال سبحانه وتعالى عن القرآن الكريم: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ [الإسراء]، ليس القيّم بل الأقوم، الأقوم في كلّ شيء، إذاً فيها هدايةٌ عامّةٌ، فإذا أخذت بهذه الهداية تأتيك الرّحمة، والرّحمة هي كلّ عناوين العطاء والخير، ونجد في ديننا الإسلاميّ العظيم أنّ المولى سبحانه وتعالى اختصر رسالة النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم بقوله: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء].