المقصود بالكتاب هنا هو القرآن الكريم، ولا يأتي كتاب إلّا مصدّقاً لما قبله من الكتب؛ لأنّه من لدن إله واحد: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ ]الشّورى: من الآية 13[، فالدّين من عند الله سبحانه وتعالى.
وكان اليهود في المدينة المنوّرة ينتظرون مجيء نبيّ، وحين كانت تنشأ النّزاعات بينهم وبين الأوس والخزرج في المدينة كانوا يقولون لهم: عندما يأتي النّبيّ الموعود سنكون معه ونقتلكم قتل عاد وإرم: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ﴾، فهو موجود عندهم في التّوراة كما في الإنجيل، كما قال سبحانه وتعالى على لسان عيسى عليه السَّلام ﴿وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾]الصّفّ: من الآية 6[، لكنّهم كفروا به: أي ستروا ما جاء في القرآن وأنكروا ما فيه، ورفضوا أن يؤمنوا به، فلعنهم الله عزَّوجل أي طردهم من رحمته، كما لعن إبليس وطرده من رحمته.