المقصود بالرّسول محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم وقد جاءهم بالقرآن مصدّقاً لما معهم وهي التّوراة، وكلّ كتاب يأتي من عند الله فهو مصدّق لما قبله من الكتب؛ لأنّ العقيدة واحدة لا تختلف، نزلت من لدن إله واحد سبحانه وتعالى. وكذلك الإخبار عن الجنّة والنّار، وما يتعلّق بالأخلاق والقيم، وكلّ ما يتعلّق بوحدانيّة الله وصفاته سبحانه وتعالى يتكرّر في كلّ الرّسالات.
وقد جاءهم صلَّى الله عليه وسلَّم مصدّقاً للتّوراة، لكنّهم نبذوا القرآن وراء ظهورهم وتركوه وابتعدوا عنه حتّى لا يتذكّروا أيّ شيء ممّا ورد في القرآن الكريم، كأنّهم لا يعلمون، وقد قال عنهم: ﴿كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾؛ لأنّهم يعلمون، وهم يعرفون تماماً صدق رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في البلاغ عن الله تعالى. حتّى أنّ الكثير من الأسئلة الّتي كان يسألها أحبار اليهود رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم جاءت إجاباتها مطابقة لما عندهم في التّوراة، لكنّهم تظاهروا بأنّهم لا يعلمون، وهم يعلمون الحقيقة.