بعدما ذكر الله سبحانه وتعالى أنّه سيلقي في قلوب الكفّار الرّعب بدأ الآن يتحدّث عن الصّحابة رضوان الله عليهم الّذين عاشوا هذه الواقعة:
﴿وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ﴾: المعركة كان فيها انتصار في بدايتها، والدّليل أنّ الرّماة تركوا مواقعهم ليأخذوا الغنائم واعتبروا أنّ الحرب انتهت، إذاً في بداية الأمر صدقكم الله وعده ونصركم؛ لأنّه قال عز وجل: ﴿إِذْ تَحُسُّونَهُم﴾ أي: تقتلونهم قتلاً ذريعاً، وتستأصلونهم، ﴿بِإِذْنِهِ﴾ أي بأمره.
﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ﴾: أي بعد ما رأيتم النّصر.
﴿مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا﴾: ترك أوامر النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وذهب إلى الغنيمة.