﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾: أي كلّ فردٍ وحده؛ لأنّه عندما خُلق الإنسان أوّل مرّةٍ خُلق فرداً أو كما خلقناكم أوّل مرّةٍ جئتمونا من غير أن يكون معكم أموالٌ ولا أتباعٌ ولا أحسابٌ ولا أنسابٌ ولا مناصب ولا أيّ شيءٍ.
﴿وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ﴾: ما خوّلناكم إمّا من أولادٍ، وإمّا من أموالٍ، وإمّا من أتباعٍ، ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ﴾ [الشّعراء]، في هذه اللّحظات يأتي الإنسان فرداً أمام الله سبحانه وتعالى ليس له شفيعٌ، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء﴾، أين الّذين كنتم تستنصرون بهم؟ أين الّذين كنتم تعتزّون بهم؟ أين المال الّذي كنتم تنفقونه من أجل إقامة الظّلم بين النّاس أو سرقتهم أو الاعتداء عليهم وانتهاك حرماتهم؟ كلّ ذلك لن يشفع لكم إلّا العمل الصّالح.
﴿وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ﴾: أي تقطّع الّذي كان يصل بينكم وبين أموالكم أو بين جاهكم أو بين أحسابكم أو بين أنسابكم.
﴿وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ﴾: تاه وضاع.