الآية رقم (10) - وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ

ضرب الله سبحانه وتعالى مثلاً بسيّدنا نوح عليه السَّلام: ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾ [هود]، وكانوا يستهزئون به ويضحكون منه عندما كان يصنع الفلك، وكذلك استهزؤوا بصالح وشعيب وهود وإبراهيم ويوسف وبكلّ الأنبياء عليهم السَّلام، لذلك يسلّي الله سبحانه وتعالى قلب النّبيّ المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم ويقول: ﴿وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ﴾، لكن أريد أن أرى النّتيجة: ﴿فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ﴾.

وَلَقَدِ: الواو استئنافية. اللام واقعة في جواب القسم المقدر. قد حرف تحقيق

اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ: فعل ماض مبني للمجهول، والجار والمجرور نائب فاعل

مِنْ قَبْلِكَ: متعلقان بمحذوف صفة رسل، والجملة مستأنفة

فَحاقَ بِالَّذِينَ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بالذين

سَخِرُوا: ماض والجملة صلة

مِنْهُمْ: متعلقان بسخروا

ما: اسم الموصول فاعل حاق

كانُوا بِهِ: وجملة كانوا صلة الموصول

وجملة (يَسْتَهْزِؤُنَ): في محل نصب خبر كانوا. والفعل يستهزئون تعلق به الجار والمجرور به.

اسْتُهْزِئَ: الاستهزاء: السّخرية، والاستهزاء بشخص: احتقاره والتّهكّم عليه، ويتبعه الضّحك غالباً.

فَحاقَ: نزل وأحاط بهم فلم يكن لهم منه مفرّ. والمراد أحاط العذاب بالساخرين، فكذا بمن استهزأ بك.