هنا الخطاب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي تتعلّق بعبد الله بن أبيّ ابن سلول رأس النّفاق في المدينة، وقد لعب دوراً خطيراً في تثبيط النّاس عن الذّهاب مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وتآمر على الرّسول الكريم مع اليهود، وكانت حادثة الإفك من الأمور الّتي شاع بها هذا المنافق الكبير.
سبب النّزول: عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال: لـمّا مات عبد الله بن أبيّ ابن سلول دُعي له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليصلّي عليه، فلمّا قام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وثبتُ إليه فقلت: يا رسول الله، أتصلّي على ابن أبيّ وقال: يوم كذا وكذا كذا وكذا؟ أعدّد عليه قوله، فتبسّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال: «أخّر عنّي يا عمر»، فلمّا أكثرت عليه قال: «إنّي خيّرت فاخترت، لو أعلم أنّي إن زدت على السّبعين يغفر له لزدت عليها»، قال: فصلّى عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ انصرف، فلم يمكث إلّا يسيراً حتّى نزلت الآية من براءة: (وَلَا تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ ۖ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)([1])، فما صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعده على منافقٍ ولا قام على قبره حتّى قبضه الله عزّ وجلّ.