كان بعض الفقراء يأتون إلى رسول الله عليه الصّلاة والسّلام ويتعلّمون الدّين، والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يحاول أن يجهد نفسه بدعوة عتاة المشركين حرصاً على إيمانهم، وليس ازدراءً بهؤلاء الفقراء، وليس المقصود هنا أن يعتقد أحدٌ أنّه عتابٌ لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وإنّما هو إشفاقٌ عليه صلَّى الله عليه وسلَّم بأنّ هؤلاء لن يؤمنوا مهما فعلت معهم، فكان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لا يُعرض عن الفقير لأنّه فقيرٌ، ولكن كان حريصاً على أن يهدي هؤلاء العُتاة الّذين كانوا يؤذون الفقراء والمساكين وغير ذلك.
﴿مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ﴾: فنحن لا نُحاسب النّاس على دينهم، وإنّما الحساب على الله سبحانه وتعالى، وهي دعوةٌ لكلّ النّاس وليست لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فقط.