الآية رقم (224) - وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

الآيات السّابقة كانت تتحدّث عن العلاقات الأسريّة وبناء الأسرة والمجتمع من خلال الزّواج والعلاقة مع المرأة، وقيمة وأهمّيّة وكرامة المرأة في الإسلام، والّتي بيّنتها الآيات السّابقة والآيات الّتي ستأتي لاحقاً، وهنا الله تعالى يعطي أموراً هامّة جدّاً: ألّا يجعل الإنسان من كلمة الله سبحانه وتعالى عُرضة لأنّ تكون حاجزاً بينه وبين ثلاثة أمور، لا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أي أنّها تعترض الأمور الثّلاثة:

  • (أَن تَبَرُّوا)
  • (وَتَتَّقُوا)
  • (وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ)

هذه الأمور الثّلاثة يجب أن تكون واضحة للنّاس جميعاً، إذا أقسم الإنسان وحلف يميناً بأن لا يعطي إنساناً مثلاً كما جرى مع سيّدنا أبي بكر الصّدّيق يوم حادثة الإفك، فهناك قريبٌ له اسمه مسطح فهو من الّذين خاضوا في موضوع الإفك، فأقسم الصّدّيق ألّا يعطيه بعد ذلك اليوم، فكانت هذه أحد أسباب النّزول، وقلنا: إنّ الآيات القرآنيّة لها خصوصيّة سبب وعموميّة لفظ، والمعنى يجب ألّا تجعلوا الله عُرضة لأَيْمانكم أن تبرّوا وتتّقوا وتُصلحوا، ولا تحلفوا بالله سبحانه وتعالى أيْماناً، ولو أنّكم حلفتم فعليكم أن تعيدوا هذا الأمر كفّارة يمين وأن تعودوا إلى الأمر الصّحيح والسّليم:

وَلا تَجْعَلُوا: الواو استئنافية لا ناهية جازمة تجعلوا مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل

اللَّهَ: لفظ الجلالة مفعول به أول

عُرْضَةً: مفعول به ثان

لِأَيْمانِكُمْ: متعلقان بعرضة والجملة استئنافية

أَنْ: حرف مصدري ونصب

تَبَرُّوا: مضارع منصوب والواو فاعل، والمصدر المؤول مفعول لأجله والتقدير مخافة بركم

وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا: مثل تبروا

بَيْنَ: ظرف مكان متعلق بتصلحوا

النَّاسِ: مضاف إليه

وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ: مبتدأ وخبران والجملة استئنافية أو اعتراضية.

عُرْضَةً: هي المانع المعترض دون الشيء.

لِأَيْمانِكُمْ: أي ما حلفتم عليه من البر والتقوى والإصلاح

ويكون: أَنْ تَبَرُّوا بدلا من أيمانكم، ويكون المعنى: لا تجعلوا الله مانعاً من البر، وهذا المعنى موافق لخبر الصحيحين في قوله صلّى الله عليه وسلّم: «من حلف على يمين، فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفّر عن يمينه» .