الآية رقم (55) - وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ

المولى سبحانه وتعالى يفصّل أموراً كثيرة، فيفصّل لنا في العقائد، وحركة الحياة والعبادة الّتي يؤدّي فيها الإنسان تكاليف الإيمان.

﴿وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾: هنا كلمة: ﴿سَبِيلُ﴾ تقرأ على وجهين: فإمّا أن تُقرأ مضمومةً، أو أن تُقرأ مفتوحةً، فهي مضمومةٌ بلغة الحجاز، ومفتوحةٌ بلغة تميم، والقراءات في كتاب الله سبحانه وتعالى تعطي معانيَ لم ولن تستطيعَ أيّ لغةٍ على وجه الأرض أن تستوعبها بمجرّد تغيير حركة الإعراب، فالمعنى بالفتح: أي كذلك نفصّل الآيات ولتستبين يا محمّد، أي يتبيّن لك يا محمّد الطّريق الّذي يسلكه المجرمون، أمّا لو أنّها جاءت بالضّمّ فيُصبح المعنى: ولتستبينَ سبيلُ المجرمين، أي يتوضّح لكم طريق المجرمين، فالمعنى يختلف بمجرّد تغيير الحركة الإعرابيّة.

وعندما تعرف سبيل المجرمين، فحتماً سيتبيّن لك سبيل المؤمنين بالمقابل.

وَكَذلِكَ: الواو استئنافية. والكاف حرف جر. واسم الإشارة ذا مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة مفعول مطلق والتقدير: نفصل الآيات تفصيلاً واضحاً كذلك التفصيل.

نُفَصِّلُ: فعل مضارع

الْآياتِ: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والفاعل نحن، والجملة مستأنفة.

وَلِتَسْتَبِينَ: الواو حرف عطف، اللام لام التعليل، تستبين مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل، والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل بعدها في محل جر باللام، والجار والمجرور معطوفان على جار ومجرور مقدرين قبلهما متعلقان «بنفصل» والتقدير: نفصل الآيات ليستبين الحق

وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ: تستبين مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل.

سَبِيل: فاعل

الْمُجْرِمِينَ: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.

وَلِتَسْتَبِينَ: تتضّح وتظهر.

سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ: طريق المجرمين الذين أجرموا في حقّ أنفسهم وارتكبوا الجرائم التي هي المخالفات الشرعية.