المولى سبحانه وتعالى يفصّل أموراً كثيرة، فيفصّل لنا في العقائد، وحركة الحياة والعبادة الّتي يؤدّي فيها الإنسان تكاليف الإيمان.
﴿وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ﴾: هنا كلمة: ﴿سَبِيلُ﴾ تقرأ على وجهين: فإمّا أن تُقرأ مضمومةً، أو أن تُقرأ مفتوحةً، فهي مضمومةٌ بلغة الحجاز، ومفتوحةٌ بلغة تميم، والقراءات في كتاب الله سبحانه وتعالى تعطي معانيَ لم ولن تستطيعَ أيّ لغةٍ على وجه الأرض أن تستوعبها بمجرّد تغيير حركة الإعراب، فالمعنى بالفتح: أي كذلك نفصّل الآيات ولتستبين يا محمّد، أي يتبيّن لك يا محمّد الطّريق الّذي يسلكه المجرمون، أمّا لو أنّها جاءت بالضّمّ فيُصبح المعنى: ولتستبينَ سبيلُ المجرمين، أي يتوضّح لكم طريق المجرمين، فالمعنى يختلف بمجرّد تغيير الحركة الإعرابيّة.
وعندما تعرف سبيل المجرمين، فحتماً سيتبيّن لك سبيل المؤمنين بالمقابل.