﴿وَقَفَّيْنَا﴾: أي أتبعنا، فقد جاء سيّدنا عيسى ابن مريم عليه السَّلام بعد سيّدنا موسى عليه السَّلام.
﴿مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ﴾: وكلّ الرّسالات تأتي مصدّقةً لما قبلها؛ لأنّها من لدن ربٍّ واحدٍ، قال سبحانه وتعالى ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ﴾ [الشّورى: من الآية 13] فالعقيدة واحدة.
﴿وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾: لماذا كرّر وصف الإنجيل بأنّه هدى؟ الإنجيل أوّلاً فيه هدى ونورٌ، وكلّ الرّسالات فيها هدى، وهي الطّريق السّليم الموصل لمنهج الحقّ سبحانه وتعالى، والنّور هو نور القيم الضّابطة لحركة الإنسان في المجتمع، وهو النّور الّذي ينير ظلمات المجتمع وظلمات النّفس.. إلخ.
﴿وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾: وصف الله سبحانه وتعالى الإنجيل بأنّه موعظةٌ؛ لأنّه جاء بالرّوحانيّات، أمّا الأحكام فتُؤخذ من التّوراة، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾.