﴿وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا﴾: أي لا وطن لهم، فهم مقطّعين أمماً، فادّعاؤهم بأنّ لهم وطناً قوميّاً هو ادّعاءٌ باطلٌ لا أساس له، لا تاريخيّاً ولا إيمانيّاً ولا دينيّاً ولا جغرافيّاً.
﴿مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ﴾: من باب صيانة الاحتمال.
﴿وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ﴾: أي أقلّ من ذلك سيّئون.
﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ﴾: الاختبار يكون إمّا بالحسنة وإمّا بالسّيّئة، فإن أتتك الحسنة فتمرّدت فقد سقطت، وإذا شكرت فقد فزت، وإذا جاءتك سيّئةٌ فصبرت فقد فزت وإن جحدت وفجرت فقد رسبت.
﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾: هذه طبيعة الحياة الدّنيا يتقلّب الإنسان فيها بين نعيمٍ وجحيمٍ، بين فرحٍ وترحٍ، بين صحّةٍ ومرضٍ، بين شبابٍ وهرمٍ، بين غنىً وفقرٍ، الحياة الدّنيا هي دنيا أغيار؛ أي متغيّرة لا يدوم حالها على إنسانٍ مهما كان ومهما بلغ، لذلك فإنّها دنيا ابتلاء: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: من الآية 2]، إذاً المهمّ هو الأعمال.