الآية رقم (168) - وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

﴿وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا﴾: أي لا وطن لهم، فهم مقطّعين أمماً، فادّعاؤهم بأنّ لهم وطناً قوميّاً هو ادّعاءٌ باطلٌ لا أساس له، لا تاريخيّاً ولا إيمانيّاً ولا دينيّاً ولا جغرافيّاً.

﴿مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ﴾: من باب صيانة الاحتمال.

﴿وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ﴾: أي أقلّ من ذلك سيّئون.

﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ﴾: الاختبار يكون إمّا بالحسنة وإمّا بالسّيّئة، فإن أتتك الحسنة فتمرّدت فقد سقطت، وإذا شكرت فقد فزت، وإذا جاءتك سيّئةٌ فصبرت فقد فزت وإن جحدت وفجرت فقد رسبت.

﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾: هذه طبيعة الحياة الدّنيا يتقلّب الإنسان فيها بين نعيمٍ وجحيمٍ، بين فرحٍ وترحٍ، بين صحّةٍ ومرضٍ، بين شبابٍ وهرمٍ، بين غنىً وفقرٍ، الحياة الدّنيا هي دنيا أغيار؛ أي متغيّرة لا يدوم حالها على إنسانٍ مهما كان ومهما بلغ، لذلك فإنّها دنيا ابتلاء:  ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك: من الآية 2]،  إذاً المهمّ هو الأعمال.

وَقَطَّعْناهُمْ: فعل ماض وفاعل ومفعول أول.

فِي الْأَرْضِ: متعلقان بالفعل

أُمَماً: مفعول به ثان.

مِنْهُمُ: متعلقان بمحذوف خبر.

الصَّالِحُونَ: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

وَمِنْهُمْ: متعلقان بمحذوف خبر مقدم.

دُونَ: الظرف متعلق بمحذوف صفة لمبتدأ محذوف: أي منهم أناس هابطون دون ذلك.

ذلِكَ: اسم الإشارة في محل جر بالإضافة.

وجملة (منهم الصالحون): في محل نصب صفة أمما،

وجملة (ومنهم دون ذلك): معطوفة.

وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور ونا فاعله والهاء مفعوله

وَالسَّيِّئاتِ: عطف والجملة مستأنفة.

لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ: لعل واسمها وجملة يرجعون خبر والجملة الاسمية تعليلية.

وَقَطَّعْناهُمْ: فرقناهم

فِي الْأَرْضِ أُمَماً: أي جماعات وفرقًا

وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ: أي ناس منحطون عنهم وهم الكفار والفساق

وَبَلَوْناهُمْ: اختبرناهم

بِالْحَسَناتِ: بالنّعم

وَالسَّيِّئاتِ: النقم

لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ: عن فسقهم.